كركوك - أ ف ب - يتهم قياديون عراقيون «الارهابيين» بسرقة المواقع الأثرية لتهريب الآثار النادرة لتمويل نشاطاتهم، بعد اعلان ضابط رفيع المستوى ان الجيش استطاع وقف عمليات بيع النفط التي كانت تتولاها جماعات مسلحة شمال بغداد. وقال قائد الفرقة المنتشرة في محافظة كركوك اللواء محمد رضا الزيدي «لا استبعد ان يكون اللصوص والمجرمون يتاجرون بالآثار لتمويل اعمال ارهابية بعد ان نجحت قوات الجيش في تجفيف مصادر الجماعات الارهابية من خلال وقف تهريب النفط وتخريب الخطوط غرب كركوك». وأوضح ان قوات «الجيش فرضت سيطرتها لحماية حقول ومشاريع النفط ولن تسمح بتمرير مخطط لاستهدافها وألقينا القبض على تسعة متورطين في اعمال استهدفت خطوط نفط». وأحبط الجيش خلال اقل من اسبوع محاولتين لتهريب قطع اثرية من كركوك (255 كلم شمال بغداد) تعود الى الحقبة السومرية، واعتقل اربعة ينشطون في هذا المجال في النواحي الغربية للمحافظة ذاتها. وقبضت قوة خاصة الخميس على احد مهربي الآثار بعد مطاردته اكثر من ساعة ونصف الساعة، وفي حوزته تمثال لفتاة من البرونز وثلاثة تماثيل احدها مرمر والآخر من الرخام واناء زجاجي اثري مكسور يعتقد انها تعود إلى الحقبة السومرية التي دامت في بلاد ما بين النهرين بين 2350 و3500 قبل الميلاد. وكانت وحدات أمنية ضبطت في 19 الشهر الجاري ثلاثة اشخاص يسرقون قطعاً اثرية لتهريبها والمتاجرة بها في منطقة العباسي (غرب كركوك)، بينها رأس ملك يعود إلى الحقبة السومرية إضافة الى قطع تعود الى حقبات متفرقة. وكان هؤلاء يريدون بيع بعض القطع ب 160 الف دولار، وفقاً للمصادر الامنية. وطالب الزيدي «دوائر الاثار بحماية مواقعها لا سيما جنوب كركوك وغربها في الحويجة وناحية العباسي وقرية الماحوز لانها مكشوفة». من جهته، قال نائب محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري «لا استبعد ان تكون سرقة الاثار وتهريبها لتمويل اعمال الارهابيين للاساءة إلى المناطق الواقعة جنوب مدينة كركوك وغربها لكن الرفض العربي لهذا يجعلهم يقعون في قبضة الجيش». وتابع ان «المجرمين الذين يقومون بهذه الاعمال البشعة لا يعرفون سوى عشرة في المئة من اهدافها بينما تجد المشرف على العمليات يعمل وفق اجندات خارجية وداخلية». وأضاف الجبوري وهو من الحويجة (220 كلم شمال بغداد) ان «هولاء المجرمين ارهابيون يريدون ايصال رسالة توحي بان العرب خارج كركوك مجرمون ويسرقون تراثهم ويريدون افراغ العراق من حضارته». بدوره، قال اياد طارق، مدير الآثار في كركوك ان «المجرمين الذين يقومون بسرقه الآثار وتهريبها ارهابيون لان قضية الاثار اشد مرارة من القتل واقسى لانها تعني سرقة تاريخ وحضارة بلد مثل العراق». وأضاف «لا استبعد سعيهم وراء المال لان من السهولة بمكان اخفاء القطع الاثرية». وتابع «لدينا عشرون حارساً فقط، 12 منهم جنوب كركوك في قضاء داقوق والآخرون في ناحية الرشاد وليس لدينا اي حرس في الحويجة. نحن في حاجة ماسة الى مئة حارس للمواقع الاثرية في العباسي والزاب والحويجة والماحوز، غرب كركوك، كما اننا في حاجة الى تشييد سياج حولها». وأوضح ان «الآثار هذه تعود الى الحقب الاشورية والسومرية والاكدية والعباسية وحقب ما قبل التاريخ»، مشيراً الى «عدم وجود اعمال تنقيب في جنوب كركوك وغربها حالياً». واكد ان «الفرق العسكرية العراقية التي تبذل جهدها ليلاً ونهاراً لحماية الاثار تحصل على نسبة 30 في المئة من قيمة القطعة الاثرية للفريق الذي تمكن من احباط اعمال السرقة والتهريب».