العنوان أعلاه يجمع من وجهة نظر كتابية حُسنيين، فهو بمدلوله اللفظي درر نادرة ومهمة كما يوحي وصف الجواهر النفيسة، وهو في الوقت ذاته اسمان لسيدتين كريمتين هما الأميرة جواهر بنت نايف، والسيدة نفيسة شمس. الدرر الثمينة التي أتحدث عنها هن السيدات والبنات اللاتي يتبناهن الصرحان المهنيان المهمان جداً اللذان يحملان الاسمين، إذ شاءت المصادفة الجميلة أن أجد عنهما أمس خبرين منفصلين كل واحد منهما يدعو للبهجة والسرور، والتفاؤل بمستقبل أجمل، وتحضر أعمق، وتفاصيل اقتصادية صغيرة لكن مدلولاتها الاجتماعية والثقافية كبيرة. الخبر الأول إذا اختصرته بتصرف «تمكنت أكاديمية نفيسة شمس للفنون والحرف في عام 2013 من تدريب 2070 متدربة في مجالات حرفية وإدارية متنوعة، بخاصة في المجالات التي تفتقر للكفاءات النسائية السعودية في قطاعات التجميل والخياطة والتصوير وعدد من المجالات الإدارية، إضافة إلى منح الفرص للفتيات بتأهيلهن لبدء مشاريعهن الخاصة في هذا المجال، ومنذ تأسيس الأكاديمية عام 2006 تم تدريب 8135 سيدة». الأكاديمية ساعدت 343 امرأة سعودية في العمل من منازلهن أيضاً لإنتاج 95 ألف سجادة صلاة العام الماضي، من إجمالي 270 ألف سجادة أُنتجت منذ العام 2008، وهذه المنتجات اشترتها شركات سعودية كبرى لإهدائها لعملائها، وهي أيضاً تساعد حرفيات كُثر في مهن إنتاج القطع الفنية وبعض الحلي. ومن أهم إنجازات عام 2013 تصدير الأكاديمية لمنتجاتها إلى الأسواق الخارجية، في سعي حثيث لتحقيق رؤيتها في الوصول بالمنتج الوطني إلى العالمية. الخبر المبهج الثاني وذو العلاقة الوثيقة بالأول هو تأكيد «مديرة الموارد البشرية بمركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير بالدمام فايزة العومي أن تنمية الحرف اليدوية تعمل على خفض واردات السوق المحلية من الخارج، كما تؤدي إلى رفع مستوى إنتاجية الأسر المنتجة، مشيرة إلى أن واردات المملكة من الصناعات اليدوية والحرفية تقدر بنحو 1.5 بليون ريال سنوياً بحسب آخر الإحصاءات الرسمية التي صدرت، وهو ما يتطلب التركيز على العمل المحلي وخفض نسبة الواردات من الخارج». العومي تحدثت عن أن الاستثمار في هذا المجال كبير وواعد، ويسهم في توفير فرص العمل، إضافة إلى أنه يؤدي إلى ثراء اقتصادي وتنمية متوازية تحقق تنوعاً اقتصادياً وثقافياً ينعكس على الحياة الاجتماعية، وأتفق معها تماماً. الأمر ليس فقط إكساب الموهوبات مهنة وتطويرها، أو وضع أُطر وأسس تساعد النساء في تحويل جهدهن وفنونهن إلى منتجات وسلع، بل يحكي قصصاً صغيرة لكفاح وطموح، ومدلولات جميلة للوفاء والبذل من القائمين عليهما، والأهم أنه يركز على البعد الثقافي والفني، محولاً إياه إلى أرقام اقتصادية تغير حياة صاحبات الحرف والفنون، وتغير معادلات الإنتاج والاستيراد والتصدير التي ستكون على المدى البعيد رقماً غير كبير في ميزان اقتصاد ضخم، لكنه سيكون جميلاً ورائعاً في ميزان ثقافتنا الإنتاجية، وتقديم تراثنا وفنوننا بمنتجات عصرية، وهو بالتأكيد سيكون مهماً في اقتصاديات وحسابات المنازل التي يخرج الإبداع من بين أنامل صاحباتها. [email protected] mohamdalyami@