دفع عشق «ملوية» سامراء نحاتاً عراقياً الى نحت أكثر من 450 مجسماً للملوية الشهيرة في سامراء (120 كلم شمال بغداد) التي بنيت في العصر العباسي . وحوّل النحات محمد داوود البازي غرف وصالات منزله ورشة كبيرة صنع فيها مجسماته ورتبها بطريقة فنية، ولم يستثن من منزله سوى غرفتين الأولى يعيش فيها مع زوجته وطفليه والثانية تقيم فيها والدته المقعدة. ويقول البازي الذي نحت أكثر من 450 مجسماً لمنارة الملوية ومسجدها، (بعضها وصل الى ارتفاع 5 أمتار) انه يرغب في الوصول الى 500 مجسم لدخول موسوعة غينس للأرقام القياسية. ولم يمل البازي يوماً من النظر الى ملوية سامراء التي يعيش قربها، ويسعى للوصول الى سرها العميق والجميل عبر تأملها. ويروي الرجل الأربعيني حادثة طريفة عن احتفاظه بمنحوتات الملوية في منزله، اذ طوقت القوات الأميركية المنزل بعد وصول معلومات عن وجود متحف تاريخي في المكان. ويقول النحات العراقي : «قلت لأحد الضباط الأميركيين انه منزلي وأن هذه المقتنيات هي شخصية ومن صنعي ولست مهرباً للآثار ولم أسرق شيئاً من المتحف الوطني إبان الغزو الأميركي للعراق، فاشترى الضباط 10 مجسمات من تلك التي صنعتها للاحتفاظ بها كتذكار». ويعود تاريخ ملوية سامراء الى العصر العباسي، وهي بنيت في عهد المتوكل العباسي عام 859 الذي بنى مدينة المتوكلية وشيد الجامع الكبير ومئذنته الشهيرة الملوية التي باتت من أبرز معالم سامراء.