رد المهاجم ناصر الشمراني الاعتبار لفريقه الهلال وكرة القدم السعودية باختياره أفضل لاعب في القارة الصفراء لعام 2014 أمس (الأحد) في مانيلا في الحفلة السنوية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي يحتفل بمرور 60 عاماً على إنشائه. وتفوق الشمراني على لاعبي العين الإماراتي إسماعيل أحمد والسد القطري خلفان إبراهيم. وسجل الشمراني 10 أهداف مع الهلال في مسابقة دوري أبطال آسيا، وأسهم في بلوغ فريقه الدور النهائي، إذ خسر أمام سيدني الأسترالي الذي نال جائزة أفضل فريق في آسيا في الحفلة ذاتها. وعوض الشمراني خسارة اللقب القاري وأعاد السعودية إلى منصة التتويج بالجائزة منذ سبعة أعوام، وتحديداً منذ تتويج لاعب الهلال السابق ياسر القحطاني عام 2007. وبات الشمراني خامس لاعب سعودي يحصد الجائزة بعد كل من سعيد العويران عام 1994، ونواف التمياط عام 2000، وحمد المنتشري عام 2006، والقحطاني عام 2007. وباتت السعودية تتقاسم مع اليابان صدارة اللاعبين المتوجين بلقب أفضل لاعب في القارة الصفراء منذ إحداثها عام 1994، أمام إيران (أربع مرات) والصين وأوزبكستان (مرتان) وكوريا الجنوبية وقطر وأستراليا مرة واحدة. ويعد الشمراني أحد المهاجمين الذين يعلق عليهم الجمهور السعودي آمالاً كبيرة، وهو أيضاً أحد المهاجمين الذين سجلوا أسماءهم في سجل هدافي الدوري السعودي، ليضع اسمه إلى جانب الكبار أمثال ماجد عبدالله وسامي الجابر وسعيد العويران وفهد المهلل وغيرهم من هدافي الدوري، ونجح في الفوز بلقب الهداف في أول ظهور له مع الشباب، وبعدها أصبحت أرقام «الزلزال المدمر»، وهو لقبه، تحضر قبل اسمه، ففرض نفسه أساسياً في قائمة تاريخ أفضل مهاجمي الدوري السعودي. أصبح الشمراني حالاً مثيرة للجدل داخل البيت الشبابي الهادئ، على إثر الخلاف الذي نشب بينه وبين مدربه البلجيكي ميشيل برودوم، الذي تطور ليصل إلى إدارة النادي بعد التصريحات النارية التي أطلقها اللاعب أخيراً مبدياً خلالها رغبته في الانتقال لأحد الأندية الأجنبية. بدأ الشمراني مسيرته الكروية في حارات مكةالمكرمة قبل أن ينتقل لنادي الوحدة، وشارك في فئة الشباب للنادي، عندما بذل عضو مجلس الإدارة آنذاك العقيد فارس القرشي جهود كبيرة لضمه إلى فرسان الوحدة وإقناع اللاعب بالتسجيل. وكان عام 2006 هو الانطلاقة الحقيقية للاعب، إذ حقق معه المركز الثالث في الدوري عام 2007، لذلك بدأ الشباب مفاوضات مع مسؤولي الوحدة لضمه، وانتقل مع بداية العام 2008 بمبلغ 13 مليون ريال. ولعب الشمراني مع الشباب على سبيل الإعارة قبل أن ينتقل إليه بشكل نهائي وحقق معه كأس النخبة (خادم الحرمين الشريفين) أمام الاتحاد (3-1) سجل الشمراني أحدها، وعاد مرة ثانية وفي نهائي البطولة ذاتها وأمام الاتحاد ليهدر ركلة جزاء قبل أن يسجل هدفين لفريقه ليفتتح الطريق ليفوز برباعية نظيفة، ويتوج باللقب للعام الثاني على التوالي. ومنذ أن بدأ لاعباً يافعاً في الوحدة، أثبت المهاجم الشمراني يوماً بعد الآخر أنه هداف بالفطرة، حتى أصبح المهاجم الأول في الدوري السعودي في الأعوام الماضية، وأصبح الهداف الأبرز محلياً بعد أن نال لقب هداف الدوري خمس مرات. ويملك الشمراني موهبة المهاجم الهداف وهي العملة التي تندر في الملاعب السعودية منذ أمد بعيد على رغم ظهور أكثر من مهاجم بين فترة وأخرى إلا أنهم سرعان ما اختفوا فجأة، ليبقى الشمراني الوحيد الذي لا يزال قادراً على المنافسة بقوة على لقب الهداف في الأعوام الخمسة الأخيرة. ولا يزال الشمراني يبحث عن الطريقة المثلى لتحطيم الرقم التهديفي القياسي الذي يحتفظ به مهاجم المنتخب السعودي ونادي النصر المعتزل ماجد عبدالله، الذي حقق لقب هداف الدوري ست مرات. وتبقى الفرصة متاحة أمام الشمراني الذي يبلغ من العمر 31 عاماً لتحقيق لقب هداف الدوري لأكثر من مرة. الشمراني لم يسجل حتى الآن حضوراً قوياً مع منتخب بلاده، إذ تم ضمه في وقت سابق، ومن ثم استبعاده من دون أن يشارك في أية مناسبة بوصفه لاعباً أساسياً. لكن ما يميز الشمراني عن غيره من المهاجمين في الكرة السعودية هو قدرته على اللعب بكلتا القدمين، إضافة إلى رأسه الحساس على المرمى، كما أنه يتميز بقدرته الفائقة على التموقع واختيار الأماكن القريبة من تحقيق الهدف وتنفيذ ركلات الجزاء التي سجل منها كثيراً، فضلاً عن لياقته العالية وبنيته الجسمانية القوية.