حث الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء الكونغرس على افساح المجال امام الدبلوماسية في الملف النووي الايراني وهدد بتعطيل اي قانون يفرض عقوبات يتم التصويت عليه ضد طهران خلال فترة اجراء المفاوضات الدولية. وفي خطابه حول "حالة الاتحاد" دعا اوباما الى "أعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح" معبراً عن امله في حل الملف النووي الايراني الذي يثير قلق المجموعة الدولية منذ عقد. وحذر الكونغرس المنقسم حول المسالة الايرانية من انه في حال التصويت على عقوبات اضافية خلال فترة المفاوضات، فانه سيستخدم الفيتو الرئاسي. وعلقت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية في افتتاحيتها على خطاب اوباما مشيرة انه "منذ عام 2009، كرر الرئيس اوباما طلب الدعم والتعاون من قبل الكونغرس، وتم تجاهله في كل مرة"، وأن هذه العلاقة تركت لائحة طويلة من القضايا التي تنتظر الحسم. الا ان "التايمز" اعتبرت ان ما حصل الثلاثاء كان مختلفاً عن سابقاته، إذ اكد اوباما ما كان معلوماً بأن الكونغرس اصبح مقبرة لأي محاولة لتحسين الإقتصاد الأميركي بسبب المعارضة الجمهورية "العنيدة"، معرباً عن جديته بإتخاذ اي قرار يمكن تنفيذه من دون العودة الى الكونغرس، حسب تعبير الصحيفة. وقال الرئيس الاميركي "فليكن ذلك واضحا: في حال ارسل لي الكونغرس الان قانون عقوبات جديدا من شأنه ان يهدد بافشال هذه المفاوضات فسوف استخدم حقي في النقض ضده". واضاف ان "هذه المفاوضات ستكون صعبة وقد لا تنجح". والى جانب سوريا، تبقى ايران الملف الاكثر الحاحا في ولاية الرئيس الاميركي الثانية. وقد تم التوصل بين طهران والقوى الكبرى الى اتفاق تاريخي مرحلي حول تجميد جزئي للانشطة النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات. ويأمل الرئيس الاميركي عبر ذلك ارغام طهران على اثبات ان برنامجها النووي محض سلمي وتجنب نزاع عسكري جديد في الشرق الاوسط. واوضح اوباما "مع شركائنا وحلفائنا، نحن نخوض هذه المفاوضات لنرى ما اذا كان بامكاننا التوصل الى الهدف الذي نتقاسمه جميعا: منع ايران من الحصول على سلاح نووي". واكد اوباما "اذا لم يقتنص القادة الايرانيون هذه الفرصة، فساكون حينئذ اول من يطالب بعقوبات اضافية" مكررا القول انه "مستعد للجوء الى كل الخيارات للتاكد من ان ايران لا تصنع سلاحا نوويا". واضاف "لكن اذا اقتنص الايرانيون هذه الفرصة، فسيمكن لايران حينئذ ان تقوم بخطوة مهمة للانضمام مجددا الى مجموعة الامم وسنكون قد تغلبنا على احد ابرز التحديات المعاصرة في مجال الامن بدون المجازفة بشن حرب". والرئيس الاميركي الحذر من اي تدخل عسكري اميركي والذي سحب جيشه من العراق وبدأ القيام بذلك في افغانستان، نبه الى انه على الولاياتالمتحدة ان "تبقى متيقظة" في مواجهة تهديدات متغيرة الاشكال. ووقعت ايران والقوى الكبرى ضمن مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين الى جانب المانيا) في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 في جنيف اتفاقا مرحليا دخل حيز التنفيذ في 20 كانون الثاني/يناير لفترة ستة اشهر. وستستأنف المفاوضات في منتصف شباط/فبراير في نيويورك بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ممثلة الدول الاوروبية ومن الجانب الاميركي ويندي شيرمان المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الاميركية. وتشتبه الدول الغربية واسرائيل في ان طهران تسعى لامتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه الجمهورية الاسلامية بشدة مشددة على الطابع السلمي لانشطتها النووية.