واصل الزميل داود الشريان في برنامجه «الثامنة» ليل أمس فتح ملف دعاة الفتنة الذين يحرضون على الجهاد في سورية، واستعرض خلاله صوراً ومقاطع لعدد من الدعاة المحرضين، في مقابل تمتعهم بالسياحة في الدول الأوروبية مع أبنائهم. ورد الشريان في برنامجه على الاتهامات التي وجهها الداعية السعودي محمد العريفي لحلقة الشريان السابقة، وأن قصة المرأة أم محمد مفبركة، إذ تداخلت أم محمد في حلقة أمس وأكدت قصتها، وسألت العريفي: «لماذا لم تبحث عن الحقيقة؟»، وتأكيداً لقصة أم محمد أجرى البرنامج اتصالاً هاتفياً مع المتحدث باسم إمارة منطقة عسير سعد آل ثابت الذي أوضح أن أمير عسير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز وجه مكتبه الخاص بالبحث عن حال المرأة «أم محمد» ووضعها، وبعد التحقق منها أمر لها بمنزل، وصرف راتباً شهرياً لها، مع توظيف أحد أبنائها في الإمارة. وكشف خلال الحلقة المشرف على شبكة الإسلام العتيق العالمية عبدالعزيز الريس، أن أهل الباطل يلبسون الحق بشيء من التضليل بهدف تنفير الناس منه، بواسطة طرق كانوا يدعون فيها إلى النفير، وينفون ويؤكدون مرات أخرى في حرب أفغانستان، مضيفاً: «قسم منهم يحرّض ثم يتراجع، وقسم نفى الذهاب إلى سورية مع عدم وضوح في خطابه، إذ إن هناك أشخاصاً يلمحون أو يصرحون بقصد التحريض». ووجه الريس نداء إلى الشباب بالعودة إلى أوطانهم، «لمن يحرض الشباب، سنشعر بصدقك إذا أرسلت ولدك للجهاد». وبيّن الريس طرقهم في محاولة قصر أخذ إذن الجهاد من الوالدين، وكثير من الذين ذهبوا لم يستأذنوا والديهم، لافتاً إلى الفرق بين علماء الدين وبين الدعاة السياسيين، كما استدل بأحاديث للشيخين البخاري ومسلم عن الالتفاف حول ولي الأمر، داعياً العريفي والعودة إلى المناظرة في أي برنامج تلفزيوني. وأوضح رئيس مركز الدعوة وتوعية الجاليات في حي العزيزية بالرياض حمد العتيق أن طرق التحريض تكون مباشرة أو غير مباشرة، لافتاً إلى أن دعاة الفتنة حزبيون يعادون لأجل الحزبية، وليس لأجل الدين. وقال الباحث بندر المحياني: «الذين شككوا في قضية المرأة لأجل الانتصار لأنفسهم لم يشاهدوا ما فعلت لها يا داود، وجلسوا نصف ساعة يرددون للناس أن الجهاد عبادة، وما حدث من تقليل أو سخرية فمن قام به هو يمثل نفسه، ولا يمثلنا. هناك رسالة للشخص الذي سخر بالمرأة: من الأولى أن تنتصر للقريب بدلاً من الانتصار للبعيد»، متسائلاً: لماذا لا يخرج بيان صريح من دعاة التحريض للشباب بعدم الذهاب إلى الجهاد في سورية؟ واستعرض داود الشريان خلال الحلقة فيديو لسلمان العودة يبين فيه تحريضه على الجهاد في أفغانستان، وصوراً أخرى للعريفي وهم يتجولون في لندن وتركيا، وقال الشريان: «كتب في موضوع تحريض الشبان على القتال في مواطن الفتن من 12 عاماً، وأحذر منه، ومناقشة الموضوع بسبب الكم الهائل من الرسائل من أمهات المغرر بهم، يطالبن بفتح الموضوع مرة أخرى، عندما ظهر وليد السناني في برنامج «الثامنة» وكفر ابن باز وابن عثيمين وولي الأمر لم يتطرقوا إلى شيء من كلامه، وعندما تكلمنا عنهم غضبوا».