أعلنت الشرطة الأفغانية إن مفجراً انتحارياً هاجم باصاً للجيش الأفغاني في العاصمة كابول امس، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة ما يصل إلى 22 آخرين. وأعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم، الأسوأ من نوعه منذ الاعتداء على مطعم في 17 الشهر الجاري، أدى إلى مقتل 21 شخصاً من أجانب وأفغان. ومن بين ضحايا هجوم امس، الصحافي شهيد نعيمي الذي كان يقف قرب الباص عندما فجر الانتحاري نفسه. ونعيمي هو ثاني صحافي أفغاني يقتل خلال أسبوع بعد العثور على جثة نور أحمد نوري مشوهة في ولاية هلمند الجنوبية الخميس الماضي. وكان نوري يعمل لصحيفة «نيويورك تايمز» ولم يتضح الدافع من وراء قتله. وقال حشمت ستانكزاي الناطق باسم الشرطة في كابول إن هجوم امس، أدى إلى إصابة عدد من الأطفال كانوا في المكان. وذكر مسؤولون أمنيون أن العاصمة الأفغانية شهدت هجومين آخرين خلال الساعة ال24 الماضية. وأصيب شخصان في انفجار في شمال العاصمة في وقت متأخر من مساء السبت في حين قالت مصادر أمنية إن صاروخاً سقط على المطار الدولي على مشارف كابول من دون تسجيل ضحايا. والهجوم على المطعم في 17 الجاري، كان الأسوأ الذي يتعرض له أجانب منذ أن أطاحت قوات أفغانية بقيادة الولاياتالمتحدة حركة «طالبان» من السلطة نهاية عام 2001. الى ذلك، قتل عنصران من الشرطة الأفغانية، وأصيب إثنان آخران بجروح، بتفجير عبوة ناسفة من بعد بسيارتهما، في ولاية خوست شرق البلاد امس. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. على صعيد آخر، وضع قادة الجيش البريطاني خططاً طارئة لمنع «طالبان» من مهاجمة قواتهم اثناء انسحابها المقرر من افغانستان نهاية هذا العام، بعد مرور 13 سنة على انتشارها هناك. ونشرت صحيفة «صنداي ميرور» امس، إن ضباط الإستخبارات العسكرية البريطانية حذّروا من احتمال مهاجمة «طالبان» الجنود البريطانيين اثناء انسحابهم من ولاية هلمند، في حين أبدى القادة العسكريون مخاوفهم من وقوع مثل هذه الهجمات. وأضافت أن القوات البريطانية في أفغانستان تتدرب حالياً على عملية الإنسحاب من قاعدتها الضخمة (كامب باستيون) في هلمند، فيما يجري ديبلوماسيون بريطانيون مفاوضات مع الحكومة الأفغانية لضمان عدم تعرض هذه القوات للهجمات اثناء انسحابها من أفغانستان. ونسبت الصحيفة إلى مصدر عسكري بريطاني «بارز»، قوله إن «التخطيط للإنسحاب هو في مرحلة متقدمة وفي تغيير مستمر كلما تم تحديد قيود جديدة، كما أن احتمال أن تشتبك قواتنا اثناء الإنسحاب من أفغانستان هو حقيقة واقعة وعلينا أن نكون مستعدين، غير أننا نريد تجنب مثل هذه المواجهات». وأضاف المصدر: «سنحافظ على قوة نيراننا الساحقة بدعم من مروحيات أباتشي ومقاتلات، لا يمكن للحركة مجاراتها، فيما سيقوم الجيش الأفغاني بحماية ظهور قواتنا أثناء الإنسحاب». وتنشر بريطانيا حالياً حوالى 5500 جندي في أفغانستان معظمهم في ولاية هلمند، قُتل منهم 447 جندياً منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001.