يبدو أن التفجيرات في لبنان أصبحت واقعاً مستمراً مما جعل مواطنيها يلجأون للبحث عن طريقة للتعايش معه، خصوصا مع تصاعد موجة التفجيرات بالسيارات المفخخة، والتي شهد لبنان ثلاثة منها منذ مطلع يناير ذهب معها الكثير من الضحايا، وبين إعلان عدد القتلى وأسماء المتوفين والمفقودين تكون لحظات الارتباك والقلق التي يعيشها الأهل والأصدقاء خوفاً على أقربائهم في موقع الانفجار، وسؤال واحد يدوي في رؤوسهم «هل هم على قيد الحياة؟». ولأنه في «كل مرة يقع تفجير أو حادثة مماثلة في لبنان، نهرع جميعاً إلى هواتفنا للاطمئنان على أصدقائنا أو أقاربنا الذين نعرف أنهم يقيمون في المنطقة المستهدفة أو يمرون منها» هو ما دفع طالبة دراسات عليا، مقيمة في باريس، ساندرا حسن (26 عاماً) إلى ابتكار تطبيق «مازلت على قيد الحياة» على الهواتف الذكية، يتيح لأبناء بلدها طمأنة أحبائهم وأقاربهم في حال وقوع تفجير جديد، جاء هذا الابتكار إثر التفجير الانتحاري لسيارة مفخخة في حارة حريك. ويعمل هذا التطبيق على إرسال تغريدة عبر موقع «تويتر» تقول «مازلت على قيد الحياة» كشهادة إثبات «حياة» لكل العالم، مرفقة ب «هاشتاغ» «لبنان» و«التفجير الأخير». وأشارت ساندرا إلى أنه «بعد التفجير الأخير الذي وقع الثلثاء 21 يناير طورت هذا التطبيق ونشرته على سبيل المزاح، لكن تبين أن الوضع الذي نعيش فيه يجعل من تطبيق مماثل أمراً عملياً». وتكمن أهمية هذا التطبيق في أنه غالباً ما تتعرض شبكات الهاتف في لبنان لضغط هائل بعد دقائق على حصول التفجيرات، مع سعي الآلاف إلى الاطمئنان على أقاربهم وأصدقائهم، ويؤدي هذا الضغط بالتالي إلى شبه استحالة إجراء الاتصالات. ويتوافر التطبيق لمستخدمي نظام تشغيل «أندرويد» منذ أقل من 3 أيام، ولا توجد حتى الآن إحصاءات عن عدد الذين قاموا بتحميله على هواتفهم. و وعدت ساندرا المستخدمين بتطبيق جديد قريباً للسياسيين اللبنانيين يوفر عليهم عناء التغريد بتكرار العبارات «الاستنكارية» نفسها بعد كل انفجار، إذ يتيح التطبيق لهم بيانات «إدانة» معدة.