أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند انفصاله عن رفيقته فاليري تريرفيلير بعد نحو اسبوعين على كشف مجلة «كلوزير» علاقته والممثلة جولي غاييه. وشغل الخبر وسائل الإعلام الفرنسية امس عشية زيارة تريرفيلير الخاصة الى الهند اليوم تلبية لدعوة منظمة «العمل لمكافحة الجوع» غير الحكومية. وذكر أمس ان الرئيس الفرنسي سيزور واشنطن وحيداً وسيبقى عازباً حتى نهاية ولايته. وزاد اعلان احد مسؤولي مكتب الرئيس أمس ان اي بيان لن يصدر خلال ساعات، من ارباك الأوساط الإعلامية التي راهنت على ان الإعلان «فوري ومتوقع» وهو ما جرى مساء أمس عندما ابلغ الرئيس وكالة «فرانس برس» نهاية «حياته المشتركة» مع صديقته. وكانت تريرفيلير أُدخلت المستشفى بعد صدمة خبر «كلوزير» وصور رفيقها الرئيس على دراجته النارية على رأسه قبعة واقية خارجاً من منزل مشترك له ولعشيقته في شارع قرب قصر الرئاسة. وبعد مغادرتها المستشفى انتقلت تريرفيلير الى مقر «لا لانتيرن» (الفانوس) الرئاسي للراحة وقيل انها عادت اخيراً الى شقتهما المشتركة في الدائرة الخامسة عشرة التي كانت تسكنها معه منذ انتقل الى العيش معها عام 2007. لكن عودتها الى هذه الشقة لم تتأكد اذ ان روايات اخرى افادت بأنها انتقلت الى شقة اصدقاء لها. وأثار انفصال هولاند وتريرفيلير مسألة موقع السيدة الأولى قانونياً في الوسط الشعبي. وفي الدستور الفرنسي ليس هناك اي قانون يحدد ما هو هذا الموقع وكما قال هولاند في مؤتمره الصحافي عند سؤاله عن موضوع السيدة الأولى «ان هناك تقاليد اسلافه اتبعت لزوجاتهم». وهولاند لم يتزوج تريرفيلير ولا من ام أولاده سيغولين رويال ويفتخر انه ضد الزواج حتى وكان اقر قانوناً يسمح بزواج المثليين. ويراهن الفرنسيون على ان الرئيس سيبقى عازباً حتى نهاية عهده. وأظهر استطلاع للرأي في فرنسا ان 54 في المئة من الشعب الفرنسي لا يريد اي قانون يُحدد موقع السيدة الأولى لأن الشعب يختار الرئيس وليس زوجته. الا ان عدداً من المحللين يقول ان موقعه كعازب وزياراته وحيداً لدول خارجية ستؤثر في صورة فرنسا خصوصاً اذا استمر في حياة خاصة مثيرة للجدل بعلاقات متعددة. ولا يتدخل الشعب الفرنسي في حياة الشخصيات السياسية الخاصة وهي لا تهم المواطن الذي يحترم خصوصيات السياسيين ما لم تمس المالية العامة أو تكون على حساب دافع الضرائب. وكان الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران استخدم منزلاً رئاسياً لوضع عائلة عشيقته وابنته مازارين التي اعترف بها قبل وفاته بفترة وجيزة. ولم يؤثر كشف علاقة هولاند بغاييه لا إيجاباً ولا سلباً في شعبيته المتراجعة جداً كونها قضية خاصة. الا انها قد تؤثر لاحقاً في صورته الرئاسية خصوصاً ان الشعب الفرنسي لم يحبذ انتقال الرئيس على دراجة نارية لزيارة عشيقته وتم تشبيهه بالمراهق. وأصبح الموضوع المفضل للفكاهيين. يُشار الى ان وسائل اعلام تحدثت عن ان هولاند وتريرفيلير تناولا الغداء الخميس الماضي لمناقشة وضعهما وتشاورا في المستقبل. وهي قبلت الأمر بالفعل لكنها تركت له خيار المبادرة بإعلان الانفصال وأبلغته انها ستزور بومبي بصفتها مواطنة عادية وتعود الى عملها الصحافي في «باري ماتش» الذي لم تتركه حتى بعدما حملت لقب السيدة الأولى. الامر الوحيد الذي تأكد امس، قبل صدور بيان الانفصال، ان هولاند سيزور واشنطن وحده على رغم أن الرئيس باراك اوباما وزوجته ميشيل وجها دعوة رسمية لهولاند وتريرفيلير للقيام ب»زيارة دولة». واكدت مصادر الاليزيه امس ان برنامج الزيارة يقتصر على الرئيس وحده.