اقترحت الجزائر على الولاياتالمتحدة استبدال خطة تدخل أميركية ضد أهداف وصفتها ب»الدقيقة» في ليبيا بأخرى تنفذها قوات محلية، وذلك في سياق تحفظ جزائري عن طلب أميركي يتعلق بتسهيلات عسكرية تتضمن فتح المجال الجوي وتسهيلات أخرى لإجلاء مصابين وجرحى أثناء عمليات قصف جوي محتملة ضد أهداف لتنظيمات مرتبطة ب»داعش». ورداً على طلب الولاياتالمتحدة، التي تستعجل على ما يبدو استهداف مواقع لتنظيمات مرتبطة ب»داعش»، دعت الحكومة الجزائريةواشنطن الى منحها المزيد من الوقت لجمع الأطراف الليبية على أراضيها، وعقد مفاوضات للاتفاق على حل سلمي بينها، وفق مصادر ديبلوماسية جزائرية. ويعتقد أن الجزائر تلقت طلباً أميركياً لتقديم تسهيلات للتحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» من أجل فتح جبهة جديدة ضد التنظيم في ليبيا. وتتضمن التسهيلات المطلوبة، التي يتوقع ان تساهم بها ثلاث دول هي: الجزائر ومصر وتونس، السماح بمرور طائرات حربية والهبوط الاضطراري للطائرات الأميركية في قواعد جوية جزائرية، في إطار عملية عسكرية أميركية يجري التحضير لها منذ أشهر، تتضمن توجيه صواريخ «كروز» لأهداف تابعة لتنظيم «أنصار الشريعة» وبعض الكتائب السلفية الليبية، وتدمير البنية التحتية للجماعات السلفية الجهادية في ليبيا. على صعيد آخر، أمر وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز بإطلاق سراح عشرات الموقوفين في أعمال شغب وحرق طاولت منشآت حكومية في منطقة تقرت، التي تقع على بعد 160 كلم شرق ولاية ورقلة ( 800 كلم جنوب شرقي العاصمة) بعد مقتل شابين، في إطار مسعى حكومي لفرض التهدئة في المنطقة بعد تصاعد أعمال الشغب، دفعت الوزير أيضاً الى إقالة مدير أمن الدائرة. وخرج الشبان إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع المعيشية، وطالبوا خصوصاً بتوفير السكن والوظائف. وبدأت الحكومة الجزائرية مفاوضات مع أعيان منطقة تقرت لدراسة التطورات الأمنية والاجتماعية وتحديد مطالب سكان المنطقة التي شهدت أعمال شغب غير مسبوقة بدءاً من مساء الجمعة واستمرت طوال الليل. واتهمت عائلة أحد الضحايا الشرطة بالتسبب في مقتل ابنها بظروف غامضة أثناء محاولة محتجين حرق مركز الشرطة. ورغم عدم التأكد رسمياً من صحة هذه الرواية قرر وزير الداخلية توقيف مسؤول أمن الدائرة، في إشارة إلى قلق الحكومة من احتمال وقوف الشرطة فعلاً وراء مقتل الشاب. وذكرت صحيفة «النهار» الجزائرية ان قوات الأمن تدخلت لتفريق المتظاهرين بعدما قطعوا طريقاً يؤدي الى حقل حاسي مسعود النفطي العملاق القريب من مكان الحوادث.