ارتفع الى 120 قتيلاً و270 جريحاً عدد ضحايا الهجوم المزدوج الذي نفذه انتحاريان فجرا شحنتين ناسفتين أمام مسجد في كانو كبرى مدن شمال نيجيريا، لدى أداء صلاة الجمعة أول من امس، وتلاه فتح 3 مسلحين النار على المصلين أثناء فرارهم. ويدير المسجد أمير كانو محمد السنوسي، الذي يعتقد أنه خارج البلاد، لكنه حض المدنيين قبل أسبوع على حمل السلاح ضد جماعة «بوكو حرام» التي تقاتل منذ العام 2009 لإنشاء دولة إسلامية متشددة. كما شكك في قدرة الجيش على حماية المدنيين وإنهاء تمرد «بوكو حرام»، علماً أنه يعتبر رجل الدين الثاني في نيجيريا بعد سلطان سوكوتو. كذلك ينتقد السنوسي الذي تولى منصبه في وقت سابق من السنة الحالية، عمليات الفساد الكبيرة في الحكومة، علماً بأنه نجا من هجوم استهدف موكبه في مطلع 2013، وجاء بعد أشهر قليلة على مهاجمة انتحاري منزل شيهو بورنو ميدوغوري، رجل الدين الثالث في نيجيريا، في تموز (يوليو) 2012، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص. وأعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان في بيان، أنه «لن يدخر جهداً حتى ضبط جميع عملاء الإرهاب الذين يقوضون حق المواطنين في الحياة والكرامة، وإحالتهم على العدالة». ووصف جوناثان العملية الانتحارية المزدوجة بأنها «حاقدة ودنيئة»، علماً ان عجز السلطات عن احتواء التهديدات يمثل تحدياً كبيراً له قبل خوضه الانتخابات الرئاسية في شباط (فبراير) المقبل. وهو دعا النيجيريين الى «الحفاظ على وحدتهم لمواجهة الخصم المشترك». ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «الاعتداء المروع» الذي استهدف المسجد، مطالباً السلطات النيجيرية بسوق المسؤولين عنه أمام العدالة، ومجدداً دعم المنظمة الدولية الكامل للجهود التي تبذلها نيجيريا في محاربة الإرهاب. كما دانت الولاياتالمتحدة التي ارسلت مساعدة عسكرية الى نيجيريا، بعد خطف اسلاميين اكثر من 200 تلميذة من قرية شيبوك (شمال شرق)، الاعتداء «البشع»، وأبدت «تضامنها مع الشعب النيجيري في حربه على التطرف العنيف». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي ان «الاعتداء المزدوج يحمل بصمة بوكو حرام، ويدل الى ازدراء الجماعة بالحياة البشرية مع مواصلة جهودها لزعزعة الاستقرار في نيجيريا». وكانت السلطات النيجيرية أحبطت قبل ساعات من الاعتداء تفجيرات في مدينة مايدوغوري (شمال شرق)، وجاء بعد خمسة أيام على تفجير نفذته انتحاريتان وحصد أكثر من 45 قتيلاً. وفي 14 الشهر الجاري، فجر انتحاري نفسه في محطة للوقود، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص بينهم 3 شرطيين. ورأى أندرو نواكس، منسق شبكة المحللين الأمنيين في نيجيريا، أن «بوكو حرام» وجهت عبر هجوم المسجد رسالة الى زعماء الشمال بأن إغضابها ستكون له عواقب». وشملت هجمات الجماعة في الأشهر الأخيرة أقصى شمال شرقي نيجيريا، باستخدام أسلوب الكر والفر والتفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة. وأبدت سلطات الكاميرون وتشاد والنيجر قلقها من قدرة «بوكو حرام» على شن هجمات عابرة للحدود، خصوصاً مع اقتراب موسم الجفاف. وفي النيجر، شددت السلطات إجراءات الأمن في ديفا، كبرى مدن الشرق، بعد حال هلع أثارتها شائعات عن عزم «بوكو حرام» على شن هجوم على المدينة. وشملت الإجراءات حظر سير السيارات والدراجات النارية.