انتهى المخرج اللبناني فادي نصر الدين من تصوير مسلسله التلفزيوني الأول «بيروت واو» المكوّن من جزء أول يقع في 13 حلقة، ويدخل هذه الأيام غرفة العمليات الفنية المتشعبة التي تطاول عملاً تلفزيونياً أراد أصحابه أن يتمتع ببنية درامية جديدة على صعيد الكتابة والتأليف والتمثيل والإخراج. المعاناة التي يفرضها هذا العمل تمسّ أسرته المكونة من فنيين سينمائيين وممثلين محترفين (حسان مراد، دارين حمزة، يارا أبو حيدر، طارق تميم، زياد أبو عبسي، كارول عبود، سامي حمدان، رضوان حمزة)، ومخرج يجيء من الشعر والسينما الوثائقية، مجتمعين مع شخصيات واقعية تؤدي دورها في الحياة أمام الكاميرا للمرة الأولى. وهي شخصيات معروفة في معظمها للمخرج، أضف الى ذلك صخب شارع الحمرا، المكان الرئيس - البطل في المسلسل. تجربة «بيروت واو» فيها الكثير من المغامرة، والكثير من الصبر والتأمل، على رغم الإيقاع السريع الذي ميّز أيام التصوير، فهي تجيء بالاعتماد على محاولة فهم اللغة الجديدة الغامضة التي يتداولها شباب وشابات اليوم في مجتمع متبدل ولايقف أمامهم على نقيصة واحدة، من باب التعاطف وإبداء رغبة أكبر في الحب. هي حكاية شاعر (حسان مراد) سريع البديهة ومتردد في أمكنة معينة. لا يبالي بمحيطه، ويشعر بالنفور منه حين يتعلق الأمر بهذه التبدلات، لكنه يمتلك روحاً حلوة تدفعه للارتباط عاطفياً بآية (دارين حمزة) التي تقف على النقيض منه، وتشكّل كل مكونات الانبهار التي تقدمها لها الحياة... فيما يظل الشاعر متحكماً بالأمكنة من طريق مخيلته ويفرض من خلالها واقعية جديدة على عمل لا يفارق صخب شوارع بيروت وأزقتها التي تدور فيها أحداث العمل: الحمرا، البسطا، المزرعة، الواجهة البحرية لعين المريسة. «الحياة» التقت الممثل الرئيس في العمل حسان مراد الذي يقول إن البطولة متاحة للجميع في هذا العمل. ورداً على سؤال حول ثقل التعامل مع ممثلين غير محترفين يقفون للمرة الأولى أمام الكاميرا، يجيب: «في «بيروت واو» تحديداً لم أشعر بذلك، فالمخرج فادي نصر الدين نجح في اختياراته، وهو لم يكن يكتب من دون معرفة مسبقة وعميقة بهذه الشخصيات، اذ صاغ نصه وحواراته منها مباشرة». وهل ينطوي «بيروت واو» على مغامرة كبيرة على صعيد الإنتاج والتجريب قد لا تقدرها المحطات التلفزيونية كثيراً يقول مراد: «نحن جميعاً مشاركون في هذا الإنتاج والتجريب، ونتحمل النتائج كاملة. أحببنا النص والعمل، ولم يكن ممكناً الوقوف مكتوفي الأيدي من دون المخاطرة والوقوف الى جانب مخرج لديه همّ التجريب والكتابة والإنتاج، حتى لو لم يعد علينا بأي ناتج مادي متوقع». وعن تقاطع شخصية الشاعر في العمل مع شخصية مخرج المسلسل وهو شاعر أيضاً، يقول حسان مراد: «فادي نصر الدين صديق قديم، وعندما قرأت الشخصية مكتوبة على الورق أدركت أنها تتقاطع معه في محلات كثيرة، وقد ساعدني هذا على فهم أكبر لهذه الشخصية المركبة التي تشبه بالمناسبة شعراء بيروتيين نلتقي بهم في شكل شبه يومي، وهم يملكون مخزوناً ثقافياً واقعياً حياً يعكس واقع مدينة بيروت نفسها في بعض وجوهها الكثيرة».