يعود الممثل اللبناني حسان مراد بعد «استراحة» سينمائية من أربعة أفلام (عرض منها واحد) إلى حضن الدراما اللبنانية بمسلسل «أماليا» من إنتاج «مروى غروب» وكتابة طارق سويد وإخراج سمير حبشي. ويقول مراد ل «الحياة» إن المسلسل يرتبط بواقع لبناني محدد، وليس معزولاً عنه كما قد يوحي الاسم. وفي الوقت الذي يرفض الإفصاح عن التفاصيل يكتفي بالقول إنه موجود تقريباً في حلقاته كلها. حسان مراد الذي ابتعد في العقد الأخير عن مسارح العاصمة اللبنانية بسبب عمله كمنتج تنفيذي لبرامج تلفزيونية اضطرته للسفر إلى عواصم كثيرة، عاد إلى بيروت للمشاركة في فيلم بهيج حجيج «شتي يا دني» الذي حصد عن دوره فيه جوائز في أكثر من مهرجان، حتى استوقفته المشاركة الثانية مع محمود حجيج في فيلمه «طالع نازل». وسرعان ما تبعها بفيلم إيراني ثالث بعنوان «الحاجز الأخير» وبفيلم فرنسي رابع بعنوان «الرجل البشع». يقول مراد إن هناك احتمالاً للمشاركة في بعض مسلسلات الدراما السورية التي اختارت لبنان للتصوير والعمليات الفنية بحكم الأزمة السورية وهي ما زالت في طور الدراسة. ويضيف رداً على سؤال حول ما إذا كانت هذه الدراما ستترك أثراً إيجايباً أو سلبياً على الواقع الدرامي اللبناني: «لا أعتقد أنها ستترك أثراً سلبياً، فالدراما السورية مهمة وتملك إمكانات تقنية كبيرة، ومهم لنا أن نشاهد في الموسم الدرامي المقبل مسلسلات لبنانية سورية مشتركة على مستوى الممثلين والإنتاج، وهذا قد يؤدي إلى فورة مماثلة تحتاجها الدراما اللبنانية». وعن رأيه بانتقادات مخرجين سوريين الدراما اللبنانية، يقول: «خطت الدراما اللبنانية خطوات جيدة في السنوات الأخيرة وشاهدنا مجموعة من الأعمال الجيدة. وليس سراً أن الدراما اللبنانية تعاني من مشكلات رئيسة على صعيد الكتابة، فعلى رغم وجود كتاب جيدين، فنحن في لبنان في حاجة إلى نصوص تلامس أكثر الواقع واللغة، يمكنها أن تشكل رافعة قوية، بخاصة أن هناك ممثلين لبنانيين جيدون وجدوا بقوة في الدراما السورية». ويقول مراد معلقاً على هذه النقطة إن مسلسل «أماليا» سيشكل نقلة مميزة في الكتابة الدرامية والإخراجية المرجوة، فالمؤلف سويد يلامس الواقع الدرامي وفق حقائق عايشها، وقد عبّر عنها بمجموعة من الشخصيات المكتوبة بحرفة وإتقان. وعلى رغم أن المسلسل ينتمي إلى بطلة واحدة ( نادين الراسي)، فإننا سنجد أن الشخصيات الأخرى تلعب في الوقت ذاته أدوار البطولة ضمن الحيز الدرامي. وعما إذا كانت هذه الآراء تشكل انحيازاً مسبقاً الى العمل التلفزيوني، وبخاصة أن مراد معروف أكثر كممثل سينمائي يقول: «هذا أول عمل درامي لي بعد عودتي إلى لبنان. سبق أن عرضت علي أعمال أخرى، لكنني لم أقبل بها. ولكن، في مسلسل «أماليا» وجدت أنني أمام شخصية ليست سهلة، ومكتوبة بعناية وأمامها أفق واسع للاجتهاد والأداء». ويضيف مراد أن «جو العمل كان جيداً على كل المستويات، وما أتمناه هو أن أنجح في إيصال الدور الذي ألعبه». وهل خروج الدراما السورية من حاضنتها الطبيعية سيضعها في مواجهة حتمية مع اللبنانية، يقول حسان مراد: «لا أعتقد، وأتصور أن البيئة اللبنانية لن تكون بعيدة في كثير من المواقع من البيئة السورية. ومن خلال متابعاتي لزملاء عملوا أخيراً في مسلسلات درامية سورية هنا، يمكن أن أقول بثقة إن التعاون بين نوعي الدراما مهم ومطلوب، وهو سيعود بالفائدة عليها». ويصف مراد المخرج سمير حبشي بأنه يعرف ماذا يريد، ولديه دراية بإدارة الممثل وهو يعطي كثيراً، وقد أضفى على العمل جواً مميزاً من خلال التعامل مع الممثلين وطاقم المسلسل من ممثلين وفنيين. وهذا أساسي وعامل مهم في النجاح، بخاصة إذا كان يعمل على نص ناضج مثل الذي كتبه طارق سويد». يذكر أن المسلسل يضم مجموعة من نجوم الدراما اللبنانية مثل رودني الحداد وريتا حايك ونيكولا معوض وجهاد الأطرش وآخرين.