لا يتنافسون على لقب، ولا يخوضون سباق صدارة، ولا حتى يبحثون عن وصافة، لكنهم وفي ظل كل الظروف التي يعيشونها باتوا يتلمسون في نقاط ال«دربي» عبقاً من عطر بطولة ما عادت في متناول الأيدي، على الأقل في الفترة الراهنة. لذلك فإن الجماهير السعودية على موعد مهم مع مباراة لا تعني في ترتيب الدوري الكثير، إلا أنها تعد منتظر أحداثها بكمّ وافر من المتعة والتنافس الحاد حين يستضيف الأهلي جاره الاتحاد مساء اليوم (الجمعة) في ملعب مدينة الملك عبدالعزيز بالشرائع. من الحاجة إلى إسعاد الجماهير يستمد لقاء اليوم قيمته، وفي ظل الحاجة الماسة إلى إثبات حقيقة التغيير إلى الأفضل تنتظر إدارة الناديين مباراة من العيار الثقيل. في الركن الأخضر للمعركة حامية الوطيس، يدرك المتابع أن الأهلي غير جلده أكثر من مرة هذا الموسم بحثاً عن إرضاء مدرب الفريق البرتغالي فيريرا، تمثلت ضريبة ذلك في التعثر المتكرر للفريق، لكنه تلمس أخيراً شيئاً من هوية الفنية الجديدة بعد أن أكد مدرب الفريق رضاه عن الشكل الذي ظهر فيه لاعبوه في مباراة الهلال الأخيرة على رغم الخسارة. في الركن الأصفر ما من ثابت، فالكل تغير! مدربون رحلوا قبل أن ينجحوا، ولاعبون محليون أبوا إلا أن ينتقلوا، وأجانب رحلوا ليحتضن الاتحاد بدلاءهم. لكن التغيير الأكبر تمثل في اختيار رئيس توافقي بناء على الاقتراع هو إبراهيم البلوي الذي لم يملك من الحظ ما يكفي ليتجنب لقاء بداية مهمة بهذا الحجم والقوة. الأهلي رابع الترتيب ب27 نقطة، ومازال يقدم مستويات متأرجحة من مباراة إلى أخرى، على رغم ما يملكه من عناصر جيدة في المراكز كافة، إلا أن المدرب البرتغالي فيريرا لم يوفق في تسخير إمكانات اللاعبين. الخطورة الخضراء الحقيقية تنطلق من أقدام النشط تيسير الجاسم والروماني إيريك أوليفيرا وكذلك مصطفى بصاص ووليد باخشوين، إضافة إلى المشاركة الفاعلة من الظهير الأيسر منصور الحربي في الشق الهجومي، لكن غياب سلطان السوادي والكوري الجنوبي سوك يشكلان المعضلة الكبرى للمدرب البرتغالي. وعلى الجهة الأخرى، يدخل الاتحاد في ثوب جديد بعد أن تقلد إبراهيم البلوي رئاسة النادي خلفاً لمحمد الفايز، وتمني الجماهير النفس باستعادة الفريق جزءاً من عافيته التي غابت هذا الموسم، ما جعل الفريق يقف في مراكز متأخرة، إذ حل سادساً ب23 نقطة. المدرب الجديد الأوروغوياني فيرزيري أمام مهمة بالغة الصعوبة، إذ يتحمل عبء إعادة ترتيب الأوراق، وتسجيل بداية حقيقية نحو حصد النقاط. صفوف فيرزيري الصفراء تزخر بعدد وافر من الأسماء الشابة التي من شأنها تطبيق ما يريد على مساحات المستطيل الأخضر، وإن كان الحضور الأبرز في المواجهات الكبيرة للمهاجمين الشابين فهد المولد ومختار فلاتة إضافة إلى عبدالرحمن الغامدي. الجماهير الاتحادية تعقد آمالاً لا حدود لها على الإدارة الجديدة بقيادة إبراهيم البلوي والمدرب الأوروغوياني فيرزيري، للنهوض من مغبة النتائج والمستويات المتواضعة في الفترة السابقة، والعودة إلى المزاحمة على مراكز المقدم، ومتى ما وفق فيرزيري في تسخير إمكانات اللاعبين كما يجب على أرض الميدان، فلن تكون مهمته صعبة في الوصول إلى رضا أنصار الفريق الأصفر، ودائماً يبذل اللاعبون جهوداً مضاعفة في الحضور الأول للمدرب سعياً إلى تثبيت الأقدام في قائمته.