نيويورك، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في نيويورك امس، الى عرض حوافز لمساعدة إيران على اتخاذ «القرار السليم» في ما يتعلق ببرنامجها النووي، كما حضّ على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، فيما حذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طهران من ارتكابها «خطأً مأسوياً» اذا راهنت على سلبية العالم حيال برنامجها الذري. وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما بعد لقائه ميدفيديف انهما اتفقا على اولوية التفاوض مع ايران، مضيفاً: «اتفقنا على انه اذا لم ترد ايران حول اجراء مفاوضات جدية وتسوّي هذه المسألة في شكل يطمئن المجتمع الدولي الى انها تفي بالتزاماتها، وانها لا تطوّر اسلحة نووية، حينها يجب اتخاذ اجراءات اضافية، وفرض عقوبات جديدة مشددة يبقى محتملاً». وزاد ان «ايران تنتهك كثيراً التزاماتها الدولية»، داعياً اياها الى «انتهاز فرصة» المفاوضات مع الدول الست. اما ميدفيديف فقال ان «موقف روسيا بسيط. العقوبات نادراً ما تؤدي الى نتائج مثمرة، ولكنها تكون حتمية في بعض الحالات»، مضيفاً أن «مهمتنا هي الإبقاء على نظام حوافز يسمح لإيران باستخدام الطاقة النووية السلمية، ولكن لن نسمح بصنع أسلحة نووية. نعتقد أن من الضروري مساعدة إيران على اتخاذ القرار السليم». وكان ميدفيديف قال في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «كل دول منطقة (الشرق الأوسط) في حاجة إلى تبني موقف نشط في هذه القضية، وإبداء رغبتها في ضمان حدوث تقدم حقيقي في إقامة منطقة خالية من السلاح النووي». وأشاد ميدفيديف بقرار الولاياتالمتحدة إلغاء خطط نشر درع صاروخية في شرق أوروبا، معتبراً انه «يستحق رداً ايجابياً». وأكد مايك فاكول مستشار اوباما للشؤون الروسية، ان لا اتفاق بين واشنطن وموسكو حول «الدرع» وايران. وعشية ترؤس اوباما اجتماعاً تاريخياً لمجلس الأمن للدعوة الى قيام عالم خال من الاسلحة النووية، دعا الرئيس الصيني هو جينتاو امام الجمعية العامة «المجتمع الدولي الى اتخاذ تدابير ذات صدقية لمصلحة نزع السلاح النووي». في الوقت ذاته، قال ساركوزي في كلمة أمام الجمعية العامة: «أود أن أقول للقيادة الإيرانية إنها برهانها على تقاعس المجتمع الدولي من أجل مواصلة برنامجها النووي العسكري، انما ترتكب خطأً مأسوياً». وأمهل ايران حتى كانون الاول (ديسمبر) المقبل، لتغيير سلوكها. وكان ساركوزي اكد لقناتي «تي اف 1» و «فرانس 2» من نيويورك، انه «لن يكون هناك تبادل» بين الجامعية الفرنسية كلوتيلد ريس المحتجزة في طهران، والايراني علي وكيلي راد الذي دانته باريس العام 1994 في اغتيال رئيس الوزراء الايراني السابق شابور بختيار. وقال: «انه ابتزاز. هل تعتقدون انني رجل سيقوم بمبادلة قاتل شابور بختيار بطالبة شابة جريمتها الوحيدة انها تتحدث اللغة الايرانية وتهوى الحضارة الفارسية؟». في غضون ذلك، اجتمع وزراء خارجية الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا) والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، لمناقشة الاجتماع المقرر مع ايران في جنيف في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. وتلا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بياناً باسم المجتمعين، جاء فيه: «نتوقع رداً جدياً من ايران، وسنقرر في سياق نهج المسارين الذي نتبعه وبحسب نتيجة الاجتماع، ماهية خطواتنا التالية». وأضاف البيان: «نشجع ايران على التعاون في شكل اكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتسوية القضايا العالقة التي تتطلب توضيحاً لاستبعاد احتمال (اتخاذ) البرنامج النووي الايراني بعداً عسكرياً». وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعد الاجتماع ان «المجموعة تظل موحدة في تصميمها على ممارسة الضغط على ايران، لتحترم التزاماتها الدولية في ما يتصل ببرنامجها النووي»، مضيفة ان «الدول لا تزال موحدة دعماً لنهج المسارين (القائم على) الحوار والضغط». واعتبرت ان اجتماع جنيف «سيعطي مؤشراً واضحاً حول نيات» طهران. في بكين، قالت ناطقة باسم الخارجية الصينية: «ما زلنا نعتقد أن العقوبات وممارسة الضغوط ليست السبيل لتسوية المشاكل، ولن تساعد الجهود الديبلوماسية الحالية لحل المسألة النووية الإيرانية». وفي مقابل التشدد الغربي حيال ايران، دافع الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا داسيلفا عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وقال: «كما اعتقد ان للبرازيل الحق في استخدام الطاقة النووية لغايات سلمية، ادافع عن الامر ذاته بالنسبة الى ايران». ودعا الى معاقبة طهران، اذا انتهكت قواعد منع الانتشار النووي.