فيما كانت عيون السوريين، تشخص نحو سويسرا حيث يعقد مؤتمر «جنيف2» لوقف نزيف الدم والحرب الأهلية، افتتح في معهد العالم العربي في باريس، معرض لتحف أثرية من مدينة ماري السورية، وعنوانه «معبد الإلهة عشتار»، لرفع الصوت وحماية تراث وحضارة شعب مرت عليها آلاف السنين. وعرضت مقتنيات بحوزة كل من معهد العالم العربي بالشراكة مع متحف اللوفر، لمناسبة مرور 80 سنة على اكتشاف المدينة الأثرية. وحاول الاختصاصيون الذين عملوا جاهدين لجعل المعرض مكاناً للتعريف بالقيمة الحضارية والعلمية لمدينة ماري سواء للجمهور الحاشد الذي حضر الافتتاح أو للمختصين على حد سواء، حيث عرضت أعمال مكتشفة في حملة التنقيب الفرنسية التي قادها لمصلحة متحف اللوفر عالم الآثار الفرنسي أندريه بارو. ومن أبرز تلك القطع «الإلهة عشتار» إلهة الحب والسلام والحرب في المدينة التي يعود عمرها الى القرن الثاني والثالث قبل الميلاد، وإضافة الى عرض صور ووثائق غير منشورة بحوزة فريق التنقيب الفرنسي آنذاك. وتم من خلالها استرجاع أهم محطات اكتشاف هذه المدينة لتكوين نظرة شاملة حول قصة هذه المدينة. ويمنح المعرض الزائر فرصة للتعرف على آخر البحوث والتفسيرات بما يخص المدينة، خصوصاً الدراسات الهندسية والأيقونية منها، ناهيك عن دراسة النقوش. وحظي المعرض بدعم استثنائي من متحف اللوفر واهتمام شخصي من رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لونغ. ويفتح المعرض أبوابه للزائرين حتى الرابع من أيار (مايو) المقبل، ويقدم كل الخدمات العلمية والتعريفية التي يحتاجها الزوار والمختصون، إضافة الى شاشات عرض إلكترونية تظهر أجزاء المدينة المتخيلة وكل المعلومات عنها.