انصبت الاتصالات والاجتماعات أمس، على حماية الجيش اللبناني المنتشر عند المحاور التقليدية في مدينة طرابلس من الهجمات الاستفزازية التي يتعرض لها، وفي الوقت نفسه على تهدئة المحاور التي لا تزال تشهد أعمال قنص ورمايات رشاشة وإطلاق قذائف صاروخية ترد على مصادرها وحدات الجيش في شكل مباشر ما ادى الى اصابة 8 عسكريين بجروح بعدما كان اصيب ضابطان وخمسة عسكريين بجروح.ولاحقاً نعى الجيش المجند حسين حمد سعد الدين (من حبشيت- عكار) متأثراً بجروحه. وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه عن إصابة 8 عسكريين بإطلاق نار على آلياتهم من مسلحين من باب التبانة. وسمّت القيادة ولأول مرة أسماء المسلحين الذين يقودون المجموعات المسلحة التي استهدفت الجيش. وجاء في البيان أن وحدات الجيش «تواصل تعزيز انتشارها وتكثيف إجراءاتها في مناطق طرابلس التي شهدت اشتباكات وأعمال قنص خلال الأيام الماضية. وتعرضت ناقلة جند تابعة للجيش في محلة الملولة في السادسة و40 دقيقة صباح اليوم (أمس) لقذيفة صاروخية مصدرها محلة التبانة - حي البازار من مسلحين بإمرة المدعو طلال عيسى، نتج عنها جرح ثلاثة عسكريين إصابة اثنين منهم خطرة، كما تعرضت آلية مماثلة في السابعة والدقيقة 35 صباحاً عند مستديرة أبو علي لإطلاق نار مصدره المحلة نفسها، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح، كما أقدم مسلحون متمركزون في المحلة المذكورة - سوق الخضار، ينتمون إلى مجموعة المدعوين محمود الحلاق (الملقب «أبو خليل») ومحمد ومصطفى النحيلي على إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه دورية تابعة للجيش أسفرت عن إصابة أربعة عسكريين بجروح. وردّت قوى الجيش على مصادر النار بالمثل، وتتعقب مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص». ورصدت الوكالة «الوطنية للإعلام» (الرسمية) جرح المدنيين محمود علوش وعبدالله الجندي وإصابة كل من عبدو حروق (مواليد 1986) في بطنه ووليد الشامي (مواليد 1983) في كتفه، نتيجة الاشتباكات التي تجددت قبل الظهر وسمع دوي الانفجارات في أرجاء المدينة والمناطق المحيطة. وأبقت المحاور المتوترة الطريق الدولي بين طرابلس وعكار مقطوعاً، كما أقفلت المدارس والجامعات في المناطق المحيطة. وعلى وقع الاشتباكات التي تعنف حيناً وتخفت حيناً آخر، سجلت عمليات نزوح للأهالي من سكان المحاور بين التبانة وجبل محسن إلى مناطق أكثر أمناً. وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اطلع في قصر بعبدا من وزير الداخلية مروان شربل على التطورات الأخيرة في طرابلس والخطوات الضرورية لإعادة الوضع إلى هدوئه وطبيعته. وعقد اجتماع في منزل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في ميناء طرابلس، حضره وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، أحمد الصفدي ممثلاً وزير المال محمد الصفدي، النائب محمد كبارة ورئيس فرع جهاز المخابرات في الجيش العميد عامر الحسن. وانضم إلى المجتمعين عدد من فاعليات طرابلس ومشايخها. وشدد المجتمعون في بيان على «ضرورة التعاون لوقف الأحداث العبثية الحاصلة وترك المعالجة للجيش والقوى الأمنية، وتعزيز الثقة بين الجيش وأبناء طرابلس وعدم السماح لأحد بزج أبناء طرابلس في مواجهة مشبوهة مع الجيش الذي نريد له وحده أن يبقى المدافع عن طرابلس وأمنها». وأثاروا مسألة ملاحقة مرتكبي جريمتي تفجير مسجدي التقوى والسلام. واتُفق على إجراءات تؤمن عودة الحياة إلى طبيعتها في طرابلس. وقال ميقاتي بعد الاجتماع: «كانت الآراء متفقة على أن الحرب الدائرة عبثية ولن توصل إلى أي نتيجة، وعلينا أن نعمل لبناء الثقة بين الأهالي والقوى الأمنية كافة. ولمسنا إدانة كبيرة من كل فاعليات المدينة ومشايخها للتعرض للجيش، وتأكيد أن التعاون مع الجيش سيكون مثمراً». ودعا الجميع الى التعاون «لتحقيق هذا الأمر انطلاقاً من التفاهمات الحاصلة والكلام الإيجابي الذي نسمعه من كل الفئات على عتبة تشكيل حكومة جديدة نأمل في أن تتشكل بسرعة». ورأى أن هناك «تجييشاً كبيراً يحصل، والمطلوب إعادة الثقة بين الأجهزة الأمنية والأهالي وعدم التعرض للجيش في أي شكل»، مؤكداً «نحن لا نعقد هذه الاجتماعات إلا لوقف التسيب الأمني، والأمن لا يتحقق بالتراضي، والفاعليات التي التقيناها عبرت أيضاً عن إدانتها واستنكارها الاعتداء على الجيش». جريحان في قذائف سورية الى ذلك، ترددت في منطقة بعلبك امس، اصوات انفجارات ناجمة عن القصف الدائر داخل الاراضي السورية. وذكرت «الوكالة الوطنية» ان قذائف مصدرها الجانب السوري سقطت على قرى وبلدات لبنانية، واصابت احداها منزل محمد محمود حيدر في بلدة دنكة، ما ادى الى اصابة اثنين من أبنائه بجروح.