في أفكارها وعباراتها الأخيرة قبل أن تغرق في مستنقع العرمة أمس، كان هناك ما يشي بإحساسها بدنو الأجل، إذ تمنت غادة إحدى الفتيات الست اللاتي قضين أمس غرقاً في رحلة برية بالرياض، الخروج في نزهة وألحت في طلبها، لدرجة أنها اعتبرت التخييم في البر من أعظم ما يُحسد الناس عليه، كما أنها رددت كثيراً في تغريدات عبر «تويتر» ذكرى الموت والقرب من الله، مثل «الجو يقتل» و«قربنا إليك يا الله» و«افتح على قبور موتانا نسائم عفوك ومغفرتك». وفي مشهد خيّم على أجوائه الحزن على مصاب جلل إثر الحادثة، شيعت حشود غفيرة من أهالي العاصمة جثامين الفتيات الست أمس، وتمت الصلاة عليهن في جامع الراجحي ووورين الثرى في مقبرة النسيم. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني النقيب محمد الحمادي ل«الحياة» تمكن فرق الدفاع المدني فجر أمس (الأحد) من انتشال آخر جثتين من جثث الفتيات ال6 اللاتي غرقن ظهر أول من أمس (السبت)، بعد أن تم تجفيف المستنقع بالكامل، وأشار الحمادي إلى أن الغريقات الست هن بنات لثلاثة مواطنين بينهم شقيقان، وتتراوح أعمارهن بين 10 و18 عاماً. وكان مواطنون انتشلوا أول من أمس 4 جثث من أصل 6 لفتيات سقطن في مستنقع العرمة بالقرب من منطقة رماح، كن برفقة عائلاتهن في نزهة برية، تتكون من أسر ثلاثة مواطنين بينهم شقيقان، وأثناء اقتراب الفتيات من مستنقع مياه تكوّن بفعل الأمطار الأخيرة التي هطلت على منطقة الرياض سقطت إحداهن داخله، وعندما همت شقيقتها الأخرى بإخراجها لحقت بها، وكان مصير الأخريات نفسه، إذ كلما حاولت واحدة إنقاذ صاحبتها سقطت وراءها، ليغرقن جميعاً.