على بعد 15 كيلومتراً من «سي ساوث شود»، كانت «ميشيل روبنسون» تعمل في مجال الاستشارات القانونية بشركة «سيدلي أوستن» في ناطحة السحاب التي التقت فيها عام 1989م، مع الرجل «الأحمق» الذي ترعرع في «هاواي» أوباما. كانت ميشيل لا تعرف هاواي إلا من خلال مطبوعات مكاتب السفر، إذ كانت تعيش في «سي ساوث شود»، وهي الجهة الأكثر فقراً في شيكاغو، وتقع في الناحية الجنوبية منها، ويقطنها في الغالب الزنوج الفقراء. كانت خريجة «هارفارد» الشابة ميشيل روبنسون تعيش مع عائلتها المتواضعة المكونة من 4 أفراد، في غرفتين، وبين الانتقال من الحي الأكثر فقراً إلى الاحتفال بعيد ميلادها ال50 في «البيت الأبيض» قصة «كفاح» طويلة. وفي تصريحات لمجلة «باراد» الأميركية، قالت ميشيل قبيل عيد ميلادها، إنها الآن «خمسينية ورائعة»، مضيفةً «لم أشعر من قبل بمثل هذه الثقة في نفسي، فلم يكن من الواضح بالنسبة لي على الإطلاق من أنا كامرأة». ميشيل أوباما: للوهلة الأولى رأيت أوباما أحمقاً! كانت ميشيل روبنسون تعمل في شركة «سيدلي إند آوستين» للمحاماة، والتي التحق بها أوباما للتدريب والعمل عام 1989 وكانت هي رئيسته، ما أدى إلى توطد العلاقة بينهما بحكم أنهما كانا الأميركيين السود الوحيدين ضمن طاقم القانونيين في الشركة، وكونت ميشيل انطباعاً مسبقاً عنه أنه «أحمق مغرور»، وبالتحديد لأنه كبر وترعرع في «هاواي»!. قدم هذا «الأحمق» أوباما نفسه على رغم رفضها المتكرر له، ودعاها إلى تناول الغداء، وروت ميشيل لكاتب سيرة أوباما ديفيد مينديل عن هذا اللقاء قائلة: «كان يرتدي معطفاً غير أنيقاً، وكانت هناك سيجارة تتدلى بين طرفي فمه.. كنا نركب سيارة صدئة كان يمكن رؤية الشارع من خلال فتحة بابها المجاور للسائق، كان يحب هذه السيارة كثيراً على رغم أنها كانت تنقطع بنا أثناء التشغيل بشكل مزعج. يومها اعتقدت أنه قد يكون لديه مال». وبذلت الصحافية التي تعمل في «واشنطن بوست» ليزا موندي جهداً في التحري للوصول إلى نهاية هذا الفيلم الذي انتهى بقبول السيدة ميشيل الطلب الذي تقدم به «الأحمق» كما تدعوه قائلاً: «هل تتزوجينني؟!». استجوبت موندي الزملاء القدامى من شركة «سيدلي اند آو ستين»، لكنها لم تكتشف أي شيء صادم أو مفاجئ، إذ كانت «العشرينية» ميشيل التي ترأس أوباما تطمح إلى الفوز به بالقدر نفسه الذي كان هو يريد الظفر بها، إذ كانت تبدي «إعجاباً» خفياً له فعملا سوياً في الأنشطة الاجتماعية حتى قررا الزواج في أكتوبر عام 1992م، وبعد عدة أعوام من الزواج أنجبا ابنتهما الأولى «ماليا» عام 1998م ثم الابنة الثانية «ناتاشا» عام 2001م. وراء «أوباما» امرأة «أعظم منه»: دفعت ميشيل بزوجها إلى مقدمة الصورة كأي امرأة «عظيمة»، فالمثل الذي يقول «وراء كل رجل عظيم امرأة» يُتبع أحيانا ب«أعظم منه»، ولا يستطيع أحد أن ينكر دور المرأة الخفي في تحريك التاريخ، فهذه السيدة التي خرجت من «أزقة البؤس» في شيكاغو دؤوبة ونشيطة ومسؤولة، إذ اعتبرتها مجلة «أسنس» عام 2006 من بين أكثر 25 امرأة طموحة في العالم. هذه السيدة التي جاءها باراك أوباما إلى مدينة شيكاغو قبل عقدين من الزمان، شاباً يحمل أفكاراً مثالية وكان طموحه مساعدة الفقراء، ولم يكن يعرف شيئاً عن السياسة، إلا أنها دفعته إلى الانغماس فيها، فكانت سلاحه الناعم في حروبه السياسية، خصوصاً أنها كانت تمتلك خبرة في التشريع والمحاماة. ويقول أوباما إن زوجته كانت تنصحه دائماً: «إذا أردت أن تتقدم لا بد أن تكون مستمعاً جيداً وتتعلم مما تسمع»، الأكيد أنه استمع جيداً لزوجته، لأنه استطاع أن يحصل على رئاسة أميركا لفترتين. السيدة أوباما «مادة دسمة» للصحافة: غيرت ميشيل تاريخ أميركا عندما أصبحت سيدتها الأولى بعد فوز زوجها في الانتخابات عام 2008م، إذ أصبحت أول «سيدة سمراء» في البيت الأبيض، منتصرة على «العنصرية». ومن على المنصة الرئاسية تحولت السيدة السمراء بكل تفاصيلها إلى «مادة دسمة» للصحافة، انطلاقًا من فستانها «الأسود - الأحمر» الذي أثار الكثير من التساؤلات حول شخصيتها، عندما ظهرت به لحظة إعلان النتائج الانتخابية، إذ رأى المتحمسون لها أنه يعكس جرأتها واستقلاليتها وبأنها سابقة لوقتها، لكن الأغلبية أجمعت أنه لم يكن موفقاً، وربما يكون أول خطأ ارتكبته في حق مظهرها منتظرين المزيد، ولكن ما الذي تريد أن تقوله السيدة أوباما بطلتها الجديد على البيت الأبيض؟. سيدة أميركا الأولى من «الكلاسيكية» إلى الألوان «الكرنفالية»: كانت السيدات الأولى في أميركا على مدى عقود سابقة ترتدي بزة ضيقة ذات أزرار ذهبية تذكرنا بأبطال الأناشيد الوطنية، ولم يكن ذلك يتماشى مع الموضة، كما أنه لم يكن أنثوياً، إلا أنه في الطريق إلى خزانة الملابس، تبدأ صورة ميشيل أوباما في الوضوح، فتظهر جذورها «الأفريقية» من خلال كسر قاعدة الألوان «الكلاسيكية» التي تُعرف بها السيدة الأولى لأميركا، لكنها طوت صفحة «ستايل» سيدات الأبيض الأولى، وفتحت صفحة جديدة مفعمة بالألوان والشباب. وحصلت ميشيل أوباما على لقباً طريفاً في صحافة الموضة بسبب ملابسها «الرسمية واليومية» ذات الألوان الصارخة وهو FLOTUS أو «نصف زهرة» و«نصف زنبقة الماء». وهي لا تخفي إعجابها باللونين الأبيض والأسود الكلاسيكيين، ولكنها أطلقت العنان لنفسها للاختيار من «دولاب الألوان» وخرجت من البيت الأبيض بخزانة ملابس أشبه بكرنفال من الألوان تعبر عن شخصية «قوية، أنثوية، أنيقة» لكنها شعبية. هل قضى «أوباما» ليلة رأس السنة «وحيداً» مع ابنتيه؟ لم تكن المدة التي أمضتها سيدة أميركا الأولى مع زوجها قصيرة، فهي تبلغ نصف عمرها تقريباً. 22 عاماً قضتها مع زوجها الذي رأته للوهلة الأولى «أحمقاً»، وعلى رغم الدور الكبير الذي لعبته ميشيل في وصول زوجها إلى البيت الأبيض رئيساً لأميركا، إلا أنه في الفترة الأخيرة ترددت إشاعات عن فجوة المتنامية بينهما، وبدا الشرخ واضحاً في الصور التي التقطت لأوباما أثناء ملاطفته رئيسة وزراء الدنمارك هيله تورنينغ شميت في مراسم تأبين الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا. وترددت إشاعات في وسائل الإعلام الأميركية أن ميشيل أوباما «اجتمعت مع المحامين لمناقشة إجراءات الطلاق». ودعمت هذه الإشاعات صور لباراك أوباما في ليلة رأس السنة ب«كايلوا، هاواي» في صحبة ابنتيه وبعض أصدقاءه، ولكن من دون زوجته السيدة الأولى ميشيل أوباما. فهل يحمل ذلك تأكيداً غير مباشراً لانفصالهما وطلبها للطلاق؟.