على وقع مؤشرات كثيرة إلى قرب إعلان انتخابات مبكرة في إسرائيل، بدأ وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، الترويج ل «خطة سلام إقليمي» تستند إلى ترحيل فلسطينيي 1948 مقابل حوافز مالية. في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن حكومته تتبنى مهلة سنتين من المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، قبل الاعتراف بدولة فلسطين (للمزيد). وأطلق ليبرمان أمس خطته «السلمية»، التي يقترح فيها على الحكومة منح فلسطينيي ال 48 «الذين يقررون أن هويتهم فلسطينية» حوافز مالية ليغادروا أرضهم إلى أراضي الدولة الفلسطينية، ويتنازلوا عن جنسيتهم الإسرائيلية. وكما فعل عشية المعارك الانتخابية السابقة، فإن حملة ليبرمان ستكون أساساً موجهة ضد فلسطينيي ال 1948 لعلمه أنها تزيد شعبيته لدى أنصار اليمين العلماني المتطرف. وكان الوزير اقترح في السابق فكرة تبادل أراضٍ وسكان مع السلطة الفلسطينية تقضي بنقل أراضي المثلث ومئات الآلاف من سكانه إلى الدولة الفلسطينية، وضم الدولة العبرية المستوطنات الكبرى مع حوالى نصف مليون مستوطن، وهكذا يبقى سكان المثلث في أرضهم، لكنهم يصبحون مواطنين في الدولة الفلسطينية. ولا تخوض خطة ليبرمان في تفاصيل حل المسائل الجوهرية للصراع، لكنها تشير إلى أن تهديد التنظيمات الإسلامية المتطرفة سيدفع الدول العربية المعتدلة الى التوصل إلى اتفاق سلام شامل، تكون شروطه مقبولة لدى إسرائيل. وقال ليبرمان إنه سيناقش تفاصيل «خطته» مع عدد من نظرائه الأوروبيين، وخلال اجتماع «منتدى تسبان» في واشنطن. في غضون ذلك، شهد البرلمان الفرنسي أمس جلسة نقاش عاصفة تناولت قراراً أعدته الغالبية الاشتراكية يدعو الى الاعتراف بدولة فلسطين، وسيُطرح للتصويت الثلثاء المقبل، علماً أن القرار رمزي ولا يلزم الحكومة الفرنسية. وفي مداخلة أمام الجمعية الوطنية، قال فابيوس: «في الأممالمتحدة، نعمل مع شركائنا لمحاولة استصدار قرار لمجلس الأمن من أجل بدء وإنجاز مفاوضات يجري الحديث عن تحديد مهلتها بسنتين في غالبية الأحيان. والحكومة الفرنسية تتبنى هذه المهلة». وأطلق فكرة مؤتمر دولي «في شكل موازٍ للمفاوضات في الأممالمتحدة»، مؤكداً أن «فرنسا تريد إيجاد ظروف تسمح ببذل جهود جماعية دولية لمصلحة تحقيق السلام». وأضاف: «إذا فشلت الجهود، ولم تسفر عن نتيجة هذه المحاولة القصوى للتوصل الى حل عبر التفاوض، فيجب حينها على فرنسا أن تتحمل مسؤولياتها عبر الاعتراف بدولة فلسطين من دون تلكؤ، ونحن مستعدون لذلك». نقاش عاصف في البرلمان الفرنسي حول الاعتراف بدولة فلسطين.