قالت مصادر أردنية رسمية رفيعة المستوى ل"الحياة"، إن عمان اتخذت قرارا أمنيا ينص على تدريب قوات عراقية داخل الأراضي الأردنية لمواجهة ما يسمى "الإرهاب". وأضافت أن القرار "مرتبط بالتوترات الدامية التي شهدتها مدن غرب العراق (المجاورة للأردن) خلال الفترة الماضية، لا سيما مدينة الأنبار". ولم تصدر الحكومة أو الجهات الأمنية الأردنية أي بيانات رسمية في هذا الخصوص، لكن الناطق باسمها الوزير محمد المومني تحدث إلى "الحياة" في شكل مقتضب عن القرار، وقال "هناك طلب عراقي في هذا الخصوص هدفه مكافحة الإرهاب، والأردن ينظر إليه في شكل إيجابي". وأضاف "ثمة نقاشات أميركية - عراقية بدأت مع الحكومة الأردنية لتدريب قوات عراقية، من خلال القنوات المختصة". وأوضح المومني أن الأردن ينظر بإيجابية إلى تدريب قوات عراقية على أراضيه، وأن هناك تعاون سابق مع بغداد على مختلف الأصعدة، لا سيما ما يتعلق في جهود مكافحة الإرهاب. ومنذ عام 2003 درّب الأردن أكثر من 30 ألف جندي وضابط عراقي من قوات الجيش والأمن، منها أعداد كبيرة في مركز الملك عبدالله الثاني للعمليات الخاصة، الذي يعتبر أحد أهم مراكز تدريب القوات الخاصة على مستوى العالم. واعتبر الوزير الأردني أن بلاده "قادرة على القيام بهذه المهمة، ولديها أحد أفضل مراكز التدريب العسكرية والأمنية". وكانت وزارة الدفاع الأميركية اشترطت موافقة الأردن تدريب قوات عراقية لمكافحة الإرهاب، في إطار صفقة لتزويد بغداد بأسلحة جديدة في إطار حربها على ما يوصف بالإرهاب. وتزامن القرار مع اشتعال المواجهات في مدينة الأنبار العراقية بين مسلحين من العشائر والجيش العراقي، فيما تقول الحكومة العراقية إنها تنفذ عمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والذي بات يسيطر على مناطق داخل المدينة السنية العراقية المحاذية للأردن.