رحبت أوساط مقربة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باقتراح وزارة الدفاع الاميركية (بنتاغون) تدريب القوات على مهمات مكافحة الإرهاب في الاردن، فيما أبدى نواب من «القائمة العراقية» داخل اللجنة اعتراضهم على هذه الخطوة، مؤكدين حاجة المؤسسة الامنية الى اعادة تأهيل اكثر من حاجتها الى تدريب في الخارج. وكانت وزارة الدفاع الأميركية اعلنت الجمعة استعدادها لتدريب قوات عراقية في بلد ثالث على مهمات مكافحة الإرهاب. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول كبير في البنتاغون قوله إن «الجيش الأميركي مستعد لتدريب قوات عراقية على محاربة المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة». وأضاف أن «هذا التعاون سيتم على الأرجح، إذ أن واشنطن وبغداد تدعمان المبادرة، شرط موافقة الأردن على استضافة الجنود». وأعلن الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني استعداد بلاده لتدريب القوات الأمنية العراقية على أراضيها، واضاف إن «نقاشات عراقية - أميركية بدأت مع الحكومة الأردنية من خلال القنوات المختصة لتدريب القوات على الأراضي الأردنية». عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية القيادي في «دولة القانون» النائب عباس البياتي قال: «كنا نتمنى ان يكون التدريب في العراق لأننا نمتلك معسكرات جاهزة لهذا الغرض لكننا لا نمانع في ان يكون التدريب في الاردن لانه بلد جار وشقيق ولديه علاقات جيدة مع العراق». واشار الى ان «اعلان الولايات استعدادها لتدريب القوات العراقية اشارة واضحة إلى ان ارهاب القاعدة وداعش يتجاوز حدود العراق ويهدد كل دول المنطقة والخليج وتركيا والاردن». واعتبر البياتي، وهو احد المقربين من المالكي عملية التدريب هذه «جزءاً من صفقات التسليح التي ابرمها العراق مع الولاياتالمتحدة وتتضمن التدريب وهذا التدريب جزء من التعاون الامني بين البلدين وشعور واشنطن بأن العراق يمثل الآن الخط الامامي لمواجهة تحديات التنظيمات الارهابية». وأكد «حاجة القوات العراقية إلى هذا النوع من التدريب لمكافحة الارهاب». واعتبر هذه الخطوة «اشارة واضحة إلى ان الحرب في الانبار عادلة ولا تتعلق بمصلحة طرف واحد وانما بمصالح الدول الكبرى والمنطقة التي يجب عليها تعزيز دور العراق». وزاد ان «اميركا تمتلك الخطط والوسائل المتطورة في مجال مكافحة الارهاب منها الاقمار الاصطناعية وأجهزة رصد حركة الارهابيين وهذا ما يحتاجه الجيش العراقي». لكن عضو لجنة الامن عن «القائمة العراقية» مظهر الجنابي رفض هذه الخطوة وقال ل «الحياة» ان «القوات الاميركية فشلت في تدريب القوات العراقية لتسع سنوات ولن تقدم جديداً اليوم». واضاف ان «ما تحتاجه المؤسسة الامنية هو اعادة تأهيل داخلي لهذه المؤسسة التي تعاني الفساد والتخندق الطائفي»، مستشهداً بما تتعرض له «مناطق حزام بغداد من قصف بالهاونات والعبوات بشكل يومي من دون ان تستطيع القوات الامنية في هذه المناطق درء الخطر عنها». ودعا «تلك الاجهزة الى احتضان أبناء البلد ورعاية مصالحهم». وحذر من «قطيعة بين المؤسسة الامنية والمواطنين في حال استمر تعاملها غير الصحيح معهم». واشار الى ان «سبب فشل المؤسسة الامنية هو تأسيسها من الحاكم المدني للعراق بول بريمر على أساس طائفي بإعطاء 95 في المئة منها الى مكون و5 في المئة الى مكون آخر». ولفت الى «وجود فساد مالي واداري داخل هذه المؤسسة التي تفتقر الى المهنية». وعن احتمال تدخل عسكري اميركي مباشر في العراق لدعم معركة الحكومة في الانبار قال: «نرفض هذا، ما دمنا جزءاً من المؤسسة التشريعية».