تستعد أوساط ثقافية كردية لإقامة تظاهرة تشكيلية كُبرى في مدينة ديار بكر الكردية في تركيا. وبدأت اللجان المنظمة بدعوة فنانين أكراد وفنانين من «أصدقاء الشعب الكردي» للمشاركة في معرض الفن التشكيلي وورشة العمل للتصوير والنحت، مع نشاطات أخرى تحت عنوان «روجآفا قبلة الحرية والمساواة». وتشير كلمة «روجآفا» الكردية إلى «غرب كردستان»، أي المناطق الكردية في سورية، حيث سيفتح «معرض كردستان للفن التشكيلي» أبوابه في 1 شباط (فبراير) 2015. ويعتبر التشكيلي منير شيخي، وهو أحد المنظمين للحدث، أن الغاية الرئيسة للفن تكمن في «مد الجسور وردم الهوة بين الشعوب وفتح آفاق رحبة للتواصل، فيما يهدف المعرض إلى تقديم كل دعم ومساندة للشعب الكردي في غرب كردستان ودعم صموده على الأرض ضد القوى الناشرة للقبح والجهل والظلام». ويضيف شيخي، الذي يقول إنه صاحب فكرة الفعالية، ل «الحياة»: «المعرض يحقق تعارفاً بين الفنانين الأكراد الذين شطرت حلمهم حدود وضعية سطرتها أمزجة بعض البشر، ما سبّب شرخاً وتشتّتاً في التركيبة الثقافية والمجتمعية للشعب الكردي بين ثلاث ثقافات متناقضة من حيث التوجّه الحضاري». كما يهدف المعرض إلى تعريف الشعب الكردي بالعالم وتعريف أصدقائه به من خلال اللون واللوحة والمشترك الإنساني، بخلق بيئة جميلة للتواصل والتعارف بين الشعوب. ويوضح شيخي أن «الإقبال مذهل ويتزايد في شكل جميل، وتلقينا طلبات مشاركة من فنانين تشكيليين أتراك وعرب وألمان وفنانة برازيلية، في موازاة رغبة عارمة في المشاركة لدى غالبية الفنانين التشكيلين الأكراد في كل أجزاء كردستان». ويرى أن مسيرة الفن التشكيلي الكردي تشهد تطوراً على رغم الهجمات عليه، ف «الساحة التشكيلية الكردية شهدت افتتاح أكثر من 4 تظاهرات كبيرة نسبياً داخل الوطن، في الدرباسية والقامشلي والحسكة، ما يعكس مدى التعطش المعرفي والجمالي الذي كان يعانيه الشعب الكردي سابقاً والإهمال الذي كان يتعرض له». حرية اختيار الموضوع تبدأ ورشة العمل أعمالها قبل افتتاح المعرض بعشرة أيام، فيما يبدأ الأسبوع الثقافي التشكيلي التخصصي بعد الافتتاح. وفي المعرض، للفنان حرية اختيار الموضوع وخامة التنفيذ والمجال التشكيلي (رسم ونحت). وتعمل اللجان التحضيرية الخاصة على الإعداد لأسبوع ثقافي يرافق المعرض. وتحدّد الجهة المنظمة شروطاً عدة للمشاركة، منها أنه يحق للفنان المشاركة بعمل واحد، على ألا تزيد مساحته عن 3 أمتار مربعة، فيما يفضل تسليم اللوحات من دون إطار إلا إذا تطلبت تقنية العمل غير ذلك.