أصدر الدكتور محمد بن ناصر أبوحبيب الشثري كتاباً جديداً عنوانه «قطوف ثقافية»، والكتاب ضم مقالات متنوعة، ظلت حبيسة الأدراج حتى ألح على المؤلف باحثون وقراء ليصدرها في كتاب. والكتاب يضم مقالات، جاءت أولاها عن «الأسس والمنطلقات التي قامت عليها الدولة السعودية»، التي كتبها بعد إلقاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز حين كان أميراً لمنطقة الرياض محاضرة في الجامعة الإسلامية بالمدينة تناول فيها «الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية». وأضاف إليها أمرين هما ما تحلت به الدولة السعودية منذ نشأتها من قيم نصر الدعوة وإحياء السلفية، ورغبة العلماء في التزام الدولة بالعقيدة وتنفيذ الشريعة ونشرها. ووردت في الكتاب مقالة لتركي بن رشود الشثري تناول فيها ما ذكره الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - بشهادة عن الكاتب. وفي مقالة أخرى كتب عن الشيخ صفوق الجربا، أحد مشايخ العرب الذين هزموا الغزو الفارسي على العراق، الذي امتدت مشيخته من 1816 إلى 1848، كما تضمن الكاتب مقالة له عن الملك عبدالعزيز وجهوده في تقرير الشريعة والحكم بها، وجهوده في نشر العقيدة السلفية عالمياً، وعن تنصيب الأئمة وخطباء المساجد في عهده. وعن الجوانب الإنسانية للأمير سلطان نجد مقالة نشرها الشثري في «الحياة» وقال فيها: «إن مفهوم الأمير سلطان الإنساني متسع الآفاق، يشمل عدداً من الجوانب الإنسانية، فرعاية المساجد والجاليات الإسلامية والعربية، وتقديم العون للأقليات المسلمة في البلدان الغربية جانب إنساني من منظور إسلامي، ورعاية الجمعيات الخيرية وإنشاء مؤسسة خيرية ومدينة للخدمات الإنسانية». وأشار الكاتب إلى قراءته كتاب «اللغز الشعري» للباحث الحافي. ومن المقالات المهمة مقالة عن «الغرب والقذافي والقاعدة»، واستعرض في فصل خاص عن الكتب مقالات نشرت عن الكتب التي ألفها الشثري نفسه ومنها: «آل الشثري، علماؤهم وتاريخهم»، «المجموع المفيد للباحث والمستفيد»، رحلة لطيفة مع الكتاب وتأليفه»، «عنوان المجد في تاريخ نجد»، وفاء لرجل الوفاء» التي يؤرخ فيها لمآثر الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وفي فصل آخر نشر المؤلف العديد من الوثائق والتراجم لسير المشايخ والعلماء. والكتاب في شكل عام يتميز بالمعرفة الموسوعية، إذ يخوض في مجالات عدة، مرة يوثق، وأخرى يؤرخ، وحيناً يعالج موضوعاً سياسياً معقداً، وتارة يضيء مسألة في السير. وبالتأكيد سيكون الكتاب ذا فائدة ملموسة للباحثين والقراء.