قال مسؤول غربي رفيع المستوى ل «الحياة»، أمس، إن هناك تفاهماً روسياً - أميركياً على أن أولوية مؤتمر «جنيف2» هي تشكيل «هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة تشرف على أجهزة الأمن والجيش»، مشيراً إلى ضرورة تمثيل القوى الإسلامية في وفد المعارضة إلى المؤتمر الدولي. وأوضح المسؤول أن ممثلي «النواة الصلبة» التي تضم 11 دولة من «مجموعة أصدقاء سورية» نصحوا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خلال لقائهم بقيادته في اسطنبول، أمس، بضرورة المشاركة في «جنيف2» وان المعارضة ستحصل على «الدعم الكامل» من حلفائها و «لن تقبل بقيد أنملة» من مساعي وفد الحكومة السورية لتغيير أولويات المؤتمر الدولي وفرض موضوع «مكافحة الارهاب بدل تشكيل هيئة حكم انتقالية». وكان «الائتلاف» بدأ أمس اجتماع هيئته العامة التي تضم 121 عضواً للتصويت على المشاركة في المؤتمر الدولي. وكان مسؤولون في «المجلس الوطني السوري» المعارض الذي رفض المشاركة في «جنيف2»، قالوا إن المشاركة في المؤتمر تتطلب غالبية ثلثين لتغيير قرار في الهيئة العامة نصّ على رفض أي حوار مع النظام السوري، لكن المكتب القانوني في «الائتلاف» قدّم تفسيراً يقوم على أن قراراً سابقاً صدر بدعم اقتراح الرئيس السابق ل «الائتلاف» معاذ الخطيب لاجراء الحوار، ما يعني تسجيل سابقة يُمكن البناء عليها. ويعني هذا التفسير إمكان الاكتفاء بغالبية النصف زائداً واحداً. وقال المسؤول الغربي أمس إن ممثلي «اصدقاء سورية» التقوا قيادة «الائتلاف» ونقلوا رسالة مفادها انهم يتفهمون صعوبات هذا القرار بسبب عمليات القتل والقصف وعرقلة وصول المساعدات الانسانية، لكنهم ينصحون بالمشاركة لإظهار وجود معارضة معتدلة واضعاف موقف النظام. وعلمت «الحياة» أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أبلغ رئيس «الإئتلاف» أحمد الجربا في باريس الاسبوع الماضي، ان عدم المشاركة في المؤتمر ستترك اثراً سلبياً على العلاقة بين الطرفين، في حين أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان أوضح حين قال إن رفض المشاركة «سيدمّر» الدعم ل «الائتلاف» ويوقفه. وأشار المسؤول إلى بداية ظهور تأييد من المجموعات المسلحة لمؤتمر «جنيف2» كان بينها اعلان رئيس «جبهة ثوار سورية» جمال معروف أمس موقفاً ايجابياً من المشاركة. وزاد أن «الائتلاف» أجرى أمس مناقشات مع «الجبهة الاسلامية» و «جيش المجاهدين» لدعم قرار المشاركة. وتابع أن «مجموعة أصدقاء سورية» ترى ان الكتائب الاسلامية لها حضور على الأرض، ولا بد أن تُستشار بقرار المشاركة في المؤتمر الدولي وأن تتمثل ضمن وفد المعارضة. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث قبل أيام رسالة إلى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون تضمنت الموافقة على حضور مؤتمر «جنيف2» مع وجود «تحفظات» بينها رفض تشكيل هيئة حكم انتقالية واقتراح «حكومة وحدة وطنية». كما تضمنت الرسالة اسماء أعضاء الوفد الحكومي ال 16. وأكدت مصادر ل «الحياة» أن الوفد يضم المعلم رئيساً والمستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة بثينة شعبان ووزير الاعلام عمران الزعبي نائبين لرئيس الوفد، إضافة إلى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومعاون الوزير لشؤون أوروبا حسام الدين آلا والمستشار أحمد عرنوس والسفير السوري في نيويورك بشّار الجعفري. كما ضم الوفد مديرة المكتب الصحافي في القصر الرئاسي لونا الشبل ومساعدها أمجد عيسى وعدداً من الخبراء الفنيين. ويرافق الوفد إعلاميون من القطاعين الحكومي والخاص. وعلمت «الحياة» أن رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بعث من جهته رسالة جوابية إلى بان رداً على دعوته، تضمنت تأييد نص الدعوة التي جاء فيها أن مؤتمر «جنيف2» يرمي الى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بما فيها السيطرة على أجهزة الامن والجيش، لافتاً إلى أن «الائتلاف» سيتعاطى بإيجابية مع موضوع المشاركة وانه سيصوت على ذلك. وأجرى «الائتلاف» أمس اتصالات مع «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» لثنيها عن قرار مقاطعة المؤتمر الدولي واقناعها بالانضواء ضمن وفد مشترك الى «جنيف2». وقال المسؤول إن «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم لن يشارك في وفد المعارضة لأن «كل الادلة تدل على انه متحالف مع النظام». وقال المسؤول الغربي إن مسؤولين غربيين ابلغوا رئيس «الائتلاف» أمس ان الحكومة السورية ارتكبت خطأ ب «تحدي» تفسير الأممالمتحدة في رسالة الدعوة وان هذا أتاح فرصة للمعارضة كي تتخذ قراراً ايجابياً من حضور «جنيف2». وأشار المسؤول إلى أن هناك تفاهماً روسياً - أميركياً حول تفسير بيان جنيف الأول الصادر في حزيران (يونيو) 2012 الذي تم التعبير عنه في رسالة الدعوة، وهو أن الأولوية هي لاجراء مفاوضات لتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة تسيطر على الجيش والأمن. وقال: «لن نقبل ب «إنش» (بوصة) من التغيير في الأولويات بحيث تُعطى الاولوية لموضوع مكافحة الارهاب (بدل هيئة الحكم الانتقالي)». ومن المقرر ان يفتتح المؤتمر في مونترو يوم الاربعاء المقبل بخطابات من بان وكيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، على أن يخصص اليوم التالي لمغادرة الوزراء وانتقال الوفود إلى جنيف. وقال المسؤول إن وفدي الحكومة والمعارضة سيجتمعان في جنيف يوم الخميس في غرفة واحدة، بحيث يتوسط المبعوث الدولي - العربي الأخضر الابراهيمي بينهما لوضع جدول أعمال المفاوضات حول هيئة الحكم الانتقالي. وأشار إلى أنه بالتوازي مع ذلك، ستعقد جلسات عمل بين الخبراء حول مواضيع اتفاقات محلية لوقف اطلاق النار واطلاق السجناء ورفع الحصار، على أمل الوصول إلى بيان مشترك يوم الجمعة. وقال المسؤول إن الجانب الروسي أكد ضرورة اطلاق العملية التفاوضية وجمع الطرفين في غرفة واحدة لاطلاق المفاوضات. وقال المسؤول الغربي أن أميركا وفرنسا وبريطانيا «تشعر بالإرتياح لفكرة أن إيران لن تكون حاضرة لأنها لم تعلن بوضوح التزامها بأهداف مؤتمر جنيف2 وبيان جنيف الأول». وأضاف ان «على روسيا أن تمارس ضغوطاً أكثر على النظام في ما يتعلق بفتح ممرات لإيصال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين».