طالب المشاركون في مؤتمر «مقاصد الشريعة وتطبيقاتها المعاصرة»، الذي عُقد في مدينة عمّان - الأردن في كانون الأول (ديسمبر) 2013م، إلى إنشاء مركز علمي متخصص يهدف إلى الاستقراء الكلي لأحكام الشريعة الغراء وصولاً إلى معرفة مقاصد الشريعة وجمعها، وفق تقسيماتها المتنوعة، وذلك بإشراف لجان مختصة، وتحديد ضوابط للاجتهاد المقاصدي، تمنع بناء الأحكام الشرعية على مقاصد وهمية، حيث ظهرت الحاجة جلية إلى تفعيل الجانب العملي التطبيقي لمقاصد الشريعة، خروجاً من الجانب النمطي التجريدي، وكذلك تدقيق العلاقة بين علم المقاصد والعلوم الشرعية الأخرى. المؤتمر نظمته جامعة اليرموك وجامعة العلوم الإسلامية العالمية برعاية قاضي قضاة الأردن أحمد هليل وحضور مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام بهدف المساهمة في التوعية لمواجهة التحديات والمشكلات المعاصرة والإجابة على تساؤلات المسلم في ما يستجد من قضايا، من خلال المحاور التالية: تحديد مفاهيم مقاصد الشريعة، التجديد في مقاصد الشريعة، التطبيقات المعاصرة لمقاصد الشريعة. وقد شارك عدد من الباحثين والمختصين من: مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعُمان وليبيا والعراقوفلسطين والسودان وساحل العاجوماليزيا بالإضافة إلى الأردن، ناقشوا 21 بحثاً على مدار يومين تناولت بيان أهمية علم مقاصد الشريعة في التصدي لمستجدات العصر، توضيح المراحل التاريخية لعلم مقاصد الشريعة وأثره في التجديد في جوانب التشريع، إبراز منهج علم مقاصد الشريعة في ضوء النوازل، بيان القواعد الأصولية والفقهية ومصادرها التشريعية لعلم المقاصد، توعية المهتمين والدارسين بأهمية علم المقاصد في تجديد الفقه الإسلامي وحيويته، تفعيل علم مقاصد الشريعة وتطبيقاته على المستجدات. وأكد الدكتور عبدالله الموسى رئيس جامعة اليرموك في كلمته الافتتاحية، حرص الجامعة على البحث والدراسة في مختلف القضايا التي تهم الناس في دينهم ودنياهم ودعم البحث العلمي الهادف، لافتاً إلى أن اليرموك من أوائل الجامعات التي أولت تدريس الاقتصاد الإسلامي والتربية في الإسلام عناية خاصة. وأشار إلى أن أهمية عقد هذا المؤتمر تكمن في إرشادنا للفهم الصحيح للشريعة والتصور الكامل للإسلام، والتعمق في فهم كتاب الله وسنة نبيه، والوصول إلى الحكم الشرعي في المسائل المستجدة والتيسير على الناس في دينهم ودنياهم، بالإضافة إلى تناول المؤتمر لقضية حفظ حقوق الإنسان التي عالجتها الشريعة الإسلامية قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأوضح أن البحث في مقاصد الشريعة يعني أن تسود القيم الرفيعة بين الناس وأن تنتقل من عالم التجريد إلى الحياة اليومية ونشر العدل وسيادة الحق وانتشار الحرية وتحقيق المساواة وبناء الحضارة الإنسانية. وأضاف أن رسول الله محمد عليه السلام، هو من وضع اللبنة الأولى للمقاصد الإسلامية من خلال سيرته النبوية، وجاءت هذه المقاصد لتحقيق مصالح الناس والحفاظ عليها، فقد سعت الشريعة للحفاظ على الدين والنفس والعقل، والنسل والمال من خلال إقامتها وتحقيق أركانها. وبحسب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الدكتور عبدالرؤوف الخرابشة، فإن عقد هذا المؤتمر جاء لشدة الحاجة إلى معرفة المقاصد الشرعية واقتناص فوائدها الدنيوية نظراً لدور المقاصد في حياة الأمة، لافتاً إلى أن مقاصد الشرع تعني تفعيل أحكام الشرع في جوارح المكلف وقلبه وتطبيقه للأحكام الشرعية وتفعيلها في نفسه علماً وعملاً واعتقاداً. وأشار إلى أن تنظيم هذا المؤتمر الدولي جاء بهدف بيان أهمية علم مقاصد الشريعة في التصدي لمستجدات العصر، وتوضيح مراحله التاريخية وأثره في التجديد في جوانب التشريع، وتوعية المهتمين والدارسين بأهمية علم المقاصد في تجديد الفقه الإسلامي وحيويته. ومن الأبحاث التي نوقشت في المؤتمر «حقيقة المقاصد الشرعية وتأصيلها والألفاظ ذات الصلة» للدكتور إسماعيل السعيدات من الأردن، و «علاقة مقاصد الشريعة بالعلة والمناسبة والحكمة– دراسة تأهيلية تجديدية» لكل من الدكتور أسامة عبد الغُنميين وبسما ربابعة من الأردن، و «الأحكام الشرعية بين الوسائل والمقاصد» للدكتورة ديارا سياك من ساحل العاج، و «مقاصد الشريعة ومكانتها في الشريعة» للدكتور أحمد الباكري من السعودية، و «مكانة المقاصد الشرعية في فقه النصوص الجزئية» للدكتور محمد طلافحة من الإمارات. و «مقاصد الشريعة وعلاقتها بالتربية الإسلامية» للدكتورة هيفاء فوارس من الأردن، و «دور مقاصد الشريعة في تطوير صيغة التمويل الإسلامي» للدكتور أحمد بشناق من ليبيا، و «مدى تحقيق المنتجات المالية الإسلامية للمقاصد الشرعية» لكل من الدكتور زاهر بني عامر ومحمد عبابنة، و «المقاصد الشرعية في السلامة المرورية» للدكتور علي الصادق من السودان، و «آراء تجديدية في علم المقاصد عرض ونقد» للدكتور حسين إبراهيم من العراق، و «علاقة مقاصد الشريعة بالقواعد الأصولية والفقهية» للدكتور نواف الشراري من السعودية، و «القواعد الفقهية وأثرها في تحقيق المقاصد الاقتصادية – عقد المضاربة نموذجاً» لكل من الدكتور أحمد السعد ومحمد السائح من الأردن، و «الاستدلال بمقاصد الشريعة في النوازل المستجدة» للدكتور مسفر القحطاني من السعودية، و «حرية الرأي في الإسلام في ضوء المقاصد الشرعية» للدكتور عمر الشريوفي من السعودية، و «مراعاة مجلس الإفتاء الوطني الماليزي للمقاصد الشريعة في الإفتاء – دراسة وصفية نقدية» للدكتور عبدالمنان إسماعيل من ماليزيا، و «المقاصد الشرعية في حق العمل للمرأة مقارنة بقانون تنظيم العمل الإماراتي» للدكتورة عالية ضيف الله من الإمارات، و «المقاصد الحاجية في اشتراط الولاية في زوج المرأة – قانون الأحوال الشخصية الأردني نموذجاً» للدكتور محمد على من فلسطين.