انحسر العنف في مصر أمس في اليوم الثاني من الاستفتاء على مشروع الدستور المعدّل، مقارنة باليوم الأول الذي شهد مقتل 8 أشخاص في اشتباكات بين الشرطة وأنصار جماعة «الإخوان المسلمين». ولم يُسجل أمس حتى قرب غلق صناديق الاقتراع سوى قتل مسلحين مجهولين بالرصاص امرأة في مدينة الشيخ زويد في سيناء بعدما أطلقوا النار عشوائياً على منزل شرطي بهدف قتله. وكانت وزارة الصحة أعلنت أن ثمانية قُتلوا في اليوم الأول من الاستفتاء باشتباكات بين أنصار «الإخوان» والشرطة 4 منهم في محافظة سوهاج وحدها، كما توفي ثلاثة أشخاص لأسباب طبيعية خلال انتظارهم في طوابير الاقتراع. وتوعد وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم أي شخص يقترب من صناديق الاقتراع أثناء تخزينها مساء اول من أمس أو خلال نقلها أو فرز الأصوات مساء أمس ب «إطلاق الرصاص الحي». وكانت مواجهات اندلعت بين أنصار «الإخوان» والشرطة في محيط قصر الاتحادية الرئاسي وفي ميدان عبدالمنعم رياض القريب من التحرير وفي حي الحلمية شرق القاهرة وفي الاسكندرية ومناطق نائية عدة، لكنها لم تكن بنفس درجة اشتباكات اليوم الأول من الاقتراع. ودعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي في شكل مفاجئ إلى الاحتشاد في محيط قصر الاتحادية الرئاسي «لإسقاط الانقلاب»، فتوجهت قوات من الشرطة وطوقت القصر وأغلقت حركة المرور في محيطه، ومنعت مسيرة ل «الإخوان» وصلت حتى ميدان روكسي القريب من الاتحادية من مواصلة السير بعدما أحرق المشاركون فيها مكتباً للمرور في الميدان، فأطلقت قوات الشرطة نحوهم قنابل الغاز المسيل للدموع، ليفر المتظاهرون سريعاً إلى الشوارع الجانبية. وتكرر المشهد قرب ميدان التحرير حيث تجمع العشرات من أنصار مرسي في ميدان عبدالمنعم رياض ومزقوا لافتات تدعو إلى التصويت على الدستور بنعم، فتصدت لهم قوات الشرطة وفرقتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، ثم أغلقت ميدان التحرير أمام حركة المرور لمنع «الإخوان» من اقتحامه، وتمركزت آليات من الجيش عند مداخل الميدان ومنعت السيارات من السير فيه. وتفقد قائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء توحيد توفيق ترافقه قيادات في الجيش والشرطة الميدان للتأكد من تأمينه. وأوقفت الشرطة عدداً من المتظاهرين في محيطي التحرير وميدان روكسي. وتجمع عدد من أنصار «الإخوان» في ميدان الحلمية شرق القاهرة وفي شارع الهرم في الجيزة، لكن الشرطة فرقتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع. وفي الإسكندرية، وقعت اشتباكات بين أنصار «الإخوان» ومعارضيهم شرق المدينة وغربها، وأحرق المتظاهرون سيارة للشرطة التي أطلقت قواتها قنابل الغاز نحو المتظاهرين وفرقتهم وطاردتهم في الشوارع الجانبية وألقت القبض على عدد منهم. وقالت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية إن الشرطة ألقت القبض على 140 متهماً «بإثارة الشغب ومحاولة تعطيل العملية الانتخابية» في اليوم الأول للاستفتاء. وفي شمال سيناء، دهمت قوات من الجيش والشرطة أمس مناطق الطويل وقرية الجورة ومنطقة الزوارعة والمدفونة الشمالية الواقعة في مدن رفح والشيخ زويد والعريش وقتلت رجلاً يدعى أحمد عيد عايد قال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي أنه «أحد العناصر التكفيرية شديدة الخطورة»، وألقت القبض على 5 أشخاص «يشتبه بانتمائهم إلى مجموعات إرهابية». وتظاهر عدد من أنصار «الإخوان» أمام لجان الاستفاء في منطقة ناهيا في الجيزة التي شهدت مقتل اثنين من «الإخوان» في اشتباكات مع الشرطة أول من أمس. وشُيعت جنازة القتيلين وسط هتافات منددة بالجيش والشرطة. وأطلق مجهولون النار على مكمن للشرطة في مدينة أبنوب في أسيوط (جنوب مصر) قرب لجنة انتخابية، لكن لم يسفر الحادث عن خسائر بشرية. ونظم طلاب «الإخوان» في جامعة أسيوط تظاهرة داخل الحرم الجامعي للتنديد بإجراء الاستفتاء. وفرقت قوات الشرطة في أسوان (جنوب مصر) مسيرة لأنصار «الإخوان» كانت تدعو إلى مقاطعة الدستور وتردد هتافات ضد الجيش والشرطة وألقت القبض على عدد من المشاركين فيها.