تودّد الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى سكان محافظة خوزستان جنوب البلاد، إذ خاطبهم بلغتهم العربية، مشيداً بتضحياتهم في سبيل الثورة، ومتعهداً تنفيذ مشاريع إنمائية في المنطقة، واعتبر أنه «ينطبق عليهم» بيت الشعر الشهير لأبي الطيب المتنبي «الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم». وشدد روحاني على أن اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، «يعني استسلام القوى الكبرى أمام الشعب الإيراني العظيم، وكسراً للعقوبات الجائرة» المفروضة على طهران. ودشّن روحاني في خوزستان جولاته على محافظات البلاد، علماً أن خوزستان التي تقطنها غالبية عربية، غنية بالنفط ولكنها تعاني حرماناً انعكس في تقديم 18 من نوابها استقالتهم لفترة وجيزة الشهر الماضي، احتجاجاً على «تقليص الموازنة التنموية للمحافظة ونقل مياه نهر كارون من المحافظة إلى محافظات أخرى». واعتبر الرئيس الإيراني خوزستان «أرضاً للجهاد في سبيل الله والاستشهاد»، لافتاً إلى عزم حكومته تحويل مدينتَي عبادان وخرمشهر «منطقة حرة»، وإقامة مترو أنفاق في مدينة الأهواز عاصمة المحافظة، و «إحياء الملاحة» في شط العرب «بالتعاون مع العراق»، إضافة إلى «مشاريع تنموية» بعضها زراعي، أفاد بأنها «ستؤمن 300 ألف فرصة عمل» في خوزستان. روحاني الذي كان يتحدث أمام آلاف من أهالي الأهواز في مصلى المدينة، خاطبهم باللغة العربية بعد إنهائه كلمته، لافتاً إلى «تميّزهم وعظمة منطقتهم ومحافظتهم»، وزاد في إشارة إلى الحرب مع العراق (1980-1988): «أنتم الشعب الكريم المضياف والغيور الذي يتميز بحميته وشهامته، وواجه العالم أجمع خلال الحرب المفروضة على ايران، وانتصر، ولن ننسى أبداً مقاومتكم وشجاعتكم ودعمكم». وأعرب عن ثقته بقدرتهم على «تسوية المشكلات المستفحلة» في المحافظة، بينها تلوّث المناخ، مكرراً تعهد حكومته الاهتمام ب «كل القوميات الكريمة في إيران». لكن زيارة الرئيس الإيراني خوزستان تخلّلتها احتجاجات مطلبية، إذ أفادت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية (إيلنا) بأن آلافاً من المتعاقدين مع شركة للبتروكيماويات في خوزستان، تظاهروا أمام مكاتب الشركة مطالبين بزيادة رواتبهم، وطالبوا روحاني بالحضور لتسوية مشكلاتهم. وشهدت المحافظة تظاهرة أخرى نُظمت في مصنع لقصب السكر، طالب خلالها العمال روحاني بمساعدتهم، مشيرين إلى أنهم لم ينالوا رواتبهم منذ أشهر.