عاد ملف «الصحراء» أو ما يعرف بالحدود العالقة بين المغرب والجزائر إلى الواجهة مرة أخرى، إلى جانب الخلافات بين مدريدوالرباط حول السيادة على مناطق شمال البلاد. وانتقد زعيم حزب الاستقلال المعارض حميد شباط استمرار احتلال إسبانيا مدينتيّ سبتة ومليلية شمال البلاد. وقال في تجمع خطابي إن المغاربة يستمدون حركية النضال من محطات تاريخية في مواجهة الاستعمار الفرنسي، «ولن تفتر عزيمتهم من أجل تحرير المدينتين السليبتين». وطالب زعيم الاستقلال النظام الجزائري ب «الجلاء عن الأراضي المغربية في تيندوف وكولومب بشار وتيديكلت والقنادسة وحاسي بيضا»، وهي المواقع التي دارت حولها حرب الرمال بين القوات المغربية والجزائرية، في خريف عام 1969 قبل إبرام وقف النار والاتفاق على ترسيم الحدود الذي لم يصادق عليه البرلمان المغربي إلى اليوم. ومنذ انتخابه أميناً عاماً لحزب «الاستقلال»، وضع الزعيم النقابي حميد شباط ملف العلاقات المغربية - الجزائرية في صدارة الاهتمام، بخاصة في طلب فتح ملف الحدود. ودعا في وقت سابق «بلاده إلى عرض الخلاف أمام الأممالمتحدة»، إلا أن حكومة عبد الإله بن كيران لا تجاري شباط في نبرته، رغم دعوتها الجزائر للدخول في حوار لحل كل الملفات العالقة، وفي مقدمها استمرار سريان مفعول إغلاق الحدود البرية منذ صيف عام 1994. وأدت هذه التطورات إلى فتور ملحوظ في علاقات البلدين الجارين، كما ارتفعت أصوات في الجزائر تطالب بخفض مستوى التمثيل الجزائري في أي مناسبة سياسية يستضيفها المغرب. من جهة أخرى، أكد زعيم الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر المتحالِف مع «الاستقلال» أن «تعاقد الحركة الوطنية والملكية في المغرب شكل النواة الصلبة للأمة المغربية. ورأى أن التنسيق بين مكونات الحركة الوطنية الديموقراطية، «كان أكبر ضمانة لنجاح حركة الشعب المغربي في التحرر من الاستعمار والتصدي لكل محاولات التقسيم ومؤامرات ضرب السيادة المغربية». إلى ذلك، دان شباط «دعوات التكفير المتحالفة مع قوى التطرف»، منبهاً إلى أخطارها في النيل من المكاسب الديموقراطية. وقال شباط إن ارتفاع أصوات التكفير والتعصب «يماثل خطر توظيف حركة دعوية لتحقيق مآرب سياسية»، في إشارةٍ إلى الذراع الدعوية لحزب «العدالة والتنمية» الذي يقوده بن كيران، واصفاً الحركة من دون تسميتها أنها «امتداد للتعصب الديني الذي لم يعد مقبولاً». وحذر المسؤول الحزبي مما وصفه باستخدام الدين لأهداف سياسية وانتخابية. مؤكداً أن الحركات الدعوية دورها التأطير الديني وليس المنافسات السياسية. فيما ذهب إدريس لشكر إلى القول « نحن أمام أشخاص مغمورين، لم يتبوأوا أي باع لا في العلم ولا في الفكر ولا في السياسة، تقمّصوا شخصيات الدعاة».