«هل قرأت الرواية قبل أن تشاهد الفيلم؟»، سؤال صار شبه معتاد للمهتمين بالفن والسابع والأدب بشكل عام. لكن سؤالاً آخر، يبدو قريباً منه، ويوحي به، مع أن معناه مختلف كلياً: هل شاهدت البرومو قبل قراءة الرواية؟ وإذا كان تحويل الإعمال الأدبية الى أعمال درامية متلفزة أو سينمائية يمكن أن يصب في مصلحتها لجهة ترويجها، فإن المفعول ذاته قد لا يكون متوافراً من «البرومو» الذي يعني، في هذه الحال، بضع دقائق مصورة على مواقع التواصل، تزعم تلخيص الرواية وإعطاء الرغبة في قراءتها. ودخول البرومو الى عالم الروايات حديث نسبياً. بدأ عملياً عام 2009، بمبادرة شبابية تولاها الكاتبان عمرو الجندي وأحمد مراد اللذين شرع كثير من دور النشر في تقليدها. إذا قمت بعملية بحث على موقع «يوتيوب» بكلمة «برومو رواية» ستجد نفسك أمام العشرات من الفيديو كليبات، أطولها خمس دقائق، فيما المتوسط يتراوح بين دقيقة ونصف الدقيقة وثلاث دقائق. ويحمل البرومو غالباً تصويراً بطيئاً لمسرح أحداث الرواية، كالمنزل المهجور بممراته المظلمة وأبوابه الكثيرة في برومو رواية «313» لعمرو الجندي، أو لمنزل الزوجية بصورة الزفاف على الحائط وعبارة «our weeding day» كما في برومو رواية «شيروفوبيا» لمحمد نجيب عبدلله، والذي جسد بصورة صريحة شخصية الرواية، امرأة تقدم بها العمر، بجسم بدين، وشعر نالته الشيبة، ونظارة طبية، وطلاء أظافر وبعض الميك آب على الوجه. كما يطرح البرومو بعض العبارات التي وردت في الرواية، أو تلك التي تصل بك إلى مغزاها، مع موسيقى تصويرية. «البرومو أداة تسويقية بالأساس، تأثيرها على القارئ لا يمكن أن ننكره»، يقول الجندي الذي يتولى إدارة النشر في «دار الربيع العربي». ويعتقد أن ذلك التأثير «يتوقف بالأساس على نوع الكاتب، فإذا كان مخضرماً في القراءة يستطيع أن يتجاوز البضع دقائق (مدة البرومو)، ويعيش مع الرواية ويتخيل شخصياتها بناءً على خبراته وتجاربه، أما الحديثو العهد بالقراءة فهم من يقع عليهم التأثير الأكبر، ويقعون في خطأ المقارنة بين الشخصية الرئيسية ومسرح الأحداث وما رأوه في البرومو، وهو ما يعد ظلماً للرواية وقتها». ويضيف الجندي: «نحاول الآن تجنب ذلك التأثير السلبي قدر المستطاع، من خلال عدم إبراز الشخصية الرئيسية في الرواية، عبر تجنّب ظهور وجه الموديل وتأثيرات الغرافيك»، محدداً نسبة التأثير السلبي ب 10 في المئة. وعن الفاعلية الدعائية للبرومو، يقول إنها لا يُستهان بها، «ويصل إلى 40 في المئة على حجم المبيعات»، موضحاً أن نشره يرتكز على مواقع التواصل الاجتماعي لترويجه، «لأنها لا تحتم دفع أموال، بعكس التلفزيون الذي ستكلف عرض البرومو فيه كثيراً جداً». ويقول الناقد الفني مدحت الجيار إن «البرومو يقوم به الناشر، ويتحمّل تكلفته، كأحد وسائل الترويج الهامة للرواية»، مستبعداً أن يؤثر على الجانب الإبداعي للعمل أو جوهره الأدبي.