أعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي أمس، عقب اختتام اجتماع ل «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) استمر خمس ساعات، أن المنظمة لن تخفض إنتاجها من الخام. وقال رداً على سؤال بخصوص ما إذا كانت «أوبك» قررت عدم خفض إنتاج النفط، «هذا صحيح». كذلك، قال وزير النفط الكويتي علي العمير، لدى مغادرته اجتماع «أوبك»: «لا تغيير». وأعلن وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنه، أنه ليس غاضباً من القرار. وأفاد مندوب لدى المنظمة بأن الاجتماع المقبل سيُعقد في حزيران (يونيو). وخلا البيان النهائي للاجتماع من أي ذكر للالتزام بسقف الإنتاج. وبعد نهاية الاجتماع هوى مزيج «برنت» ثلاثة دولارات إلى 74.75 دولار للبرميل، من أدنى مستوى مسجل منذ أيلول (سبتمبر) 2010. وكانت «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) اجتمعت أمس في فيينا لاتخاذ أبرز قرار منذ سنوات، يمكن أن يؤدي إلى الحفاظ على سقف إنتاجها، في غياب توافق على خفضه، ما دفع الأسعار إلى تسجيل تراجع جديد. وفيما تراجعت أسعار النفط الخام اكثر من 30 في المئة منذ حزيران (يونيو)، بسبب فائض العرض وضعف الطلب، سيقرر الوزراء بين خفض سقف الإنتاج الجماعي المحدد ب30 مليون برميل يومياً منذ ثلاث سنوات أو الحفاظ عليه على أن تتعهد الدول المنتجة عدم تجاوز هذا السقف. وقد تكتفي «أوبك» بالحفاظ على المستوى ذاته مع التعهد بمزيد من الانضباط، فيما يتجاوزه الإنتاج الفعلي بحوالى 600 الف برميل يومياً، كما ذكرت «الوكالة الدولية للطاقة». لكن تصريحات الوفود لم تُظهر توافقاً على الخفض. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي: «أعتقد أن السوق ستستقر، سنناقش التدابير التي سنتخذها ومساهمتنا فيها (...) كل الامور ستناقش، وسنضع نصب أعيننا المصالح البعيدة الأمد للمنظمة وأعضائها». وأضاف قبل بدء الاجتماع: «نسعى إلى تثبيت السوق على المدى البعيد، ولا نسعى إلى تدابير على المدى القصير». وأكد وزير الخارجية الفنزويلي رافايل راميريز أنه سيدافع عن خفض إنتاج المنظمة، معتبراً أن فائض الإنتاج في السوق النفطية يبلغ مليوني برميل يومياً. لكن نظيره الكويتي علي العمير، قال: «إغراق السوق لا يأتي فقط من أوبك، وحتى لو عمدت أوبك إلى خفض إنتاجها قليلاً، فإن ذلك لن يستوعب قدرة السوق الإنتاجية المفرطة». اما وزير النفط السعودي علي النعيمي فلم يدل بأي تصريح صحافي. وأكد وزير النفط القطري محمد السادة، أنه يرى تناغماً بين أعضاء «أوبك» ولا يرى أزمة. كما أعلن وزير الطاقة الجزائري، يوسف يوسفي، استعداد بلده لخفض إنتاج النفط إذا أقرت «أوبك» ذلك لدعم أسعار الخام الواهنة. وتوقع وزير النفط العراقي، عادل عبدالواحد، ارتفاع إنتاج بلده من النفط إلى 3.8 مليون برميل يومياً في 2015 بما في ذلك إنتاج اقليم كردستان، لافتاً إلى أن الصادرات ستصل في المتوسط إلى 3.2 مليون برميل يومياً. في غضون ذلك، تراجع خام «برنت» دولارين متجهاً إلى أدنى مستوى في 50 شهراً دون 76 دولاراً للبرميل وسط توقعات بأن يبقي أعضاء «أوبك» على مستوى الإنتاج من دون تغيير على رغم تخمة كبيرة في المعروض في الأسواق. وقال المحلل لدى «إنرجي اسبكتس» التي تتخذ لندن مقراً، ريتشارد مالينسون: «ربما نشهد مزيداً من عمليات البيع ما لم يُتفق على خفض الإنتاج. ربما نرى برنت يتجه إلى ما دون 70 دولاراً». وتراجعت العقود الآجلة ل «برنت» القياسي 1.55 دولار إلى 76.20 دولار للبرميل ارتفاعاً من أدنى مستوى في 50 شهراً عند 75.48 دولار المسجل في وقت سابق من جلسة أمس. وفقد الخام الأميركي أكثر من دولار ليبلغ 71.89 دولار وسجل في أحدث التداولات 72.25 دولار للبرميل منخفضاً 1.44 دولار. في سياق مختلف، أعلن رئيس «الهيئة المصرية العامة للبترول» المصرية، طارق الملا، أن بلده يتوقع انخفاض كلفة دعم الوقود إلى 75 بليون جنيه (نحو 140 مليون دولار) خلال السنة المالية 2014-2015 من نحو 100 بليون جنيه وذلك بفضل هبوط أسعار النفط العالمية. وقال: «انخفاض أسعار البترول العالمية سيساهم في انخفاض فاتورة دعم المواد البترولية في مصر». وتوقع أن تصل فاتورة الدعم في نهاية السنة المالية الحالية في 30 حزيران (يونيو) المقبل إلى «75 بليون جنيه من نحو 100 بليون». وبلغ دعم الوقود في مصر خلال السنة المالية 2013-2014 نحو 126 بليون جنيه مقارنة ب128 بليوناً في السنة السابقة ويبلغ هدف دعم الوقود في السنة المالية الحالية 100.3 بليون جنيه. إلى ذلك، أعلن مسؤول في وزارة النفط المصرية أن القاهرة انتهت فعلاً من الاتفاق مع شركة «دانة غاز» الإماراتية على تعديل أسعار الغاز الذي تستخرجه من مصر. وقال في حديث إلى وكالة «رويترز» إن «مصر ستسدد جزءاً كبيراً من مستحقات «دانة غاز» خلال كانون الأول (ديسمبر) (...) انتهينا من الاتفاق مع «دانة غاز» الإماراتية على تعديل سعر الغاز». وتتقاضى «دانة غاز» سعراً ثابتاً يبلغ 2.65 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. ومن ردهة مزدحمة في فندق في فيينا، أعلن نائب رئيس الحكومة الليبية التي تحظى باعتراف دولي، عبدالرحمن الطاهر، تعيين المبروك بوسيف رئيساً جديداً ل «المؤسسة الوطنية للنفط». ومن بنغازي، أعلن ناطق باسم الشركة المسؤولة عن إدارة حقل النافورة أنه سيبدأ ضخ الخام إلى الموانئ اعتباراً من اليوم ويستهدف مستوى مبدئياً للإنتاج يبلغ 20 ألف برميل يومياً. إلى ذلك، أعلنت «لوك أويل» أن صافي أرباحها في الربع الثالث بلغ 1.6 بليون دولار انخفاضاً من 3.1 بليون في الفترة ذاتها من العام الماضي. وجاء في بيان أصدرته الشركة: «تأثر صافي دخلنا في الربع الثالث وفي الشهور التسعة الأولى من العام الجاري بتراجع أسعار النفط وخسائر تحويل العملة». وأوضح أحد مالكي الشركة، ليونيد فيدون، خلال مؤتمر عبر الهاتف، أنها ستزيد توزيعاتها النقدية إلى أكثر من 50 في المئة من صافي الربح إذا هبط سعر النفط عن 70 دولاراً للبرميل في 2015.