أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن انخفاض أسعار الخام لن يشكل كارثة بالنسبة لبلده، كما أشار إلى أن «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) ستتخذ «القرار المناسب» للتعامل مع مشكلة انخفاض الأسعار من دون أن يشير إلى تدابير محددة. وشدد على أن انخفاض أسعار النفط «لن يشكل كارثة لدولة الإمارات» مشيراً إلى أن عائدات النفط لا تشكل إلا 30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وأشار الوزير إلى أن بلده «نجحت في تنويع مصادر الدخل ورفع مساهمة القطاعات غير النفطية إلى نحو 70 في المئة من الناتج». إلى ذلك، أكد رئيس لجنة التخطيط والموازنة في البرلمان الإيراني، أن البرلمان سيوصي باحتساب موازنة العام المقبل على أساس سعر بين 75 و80 دولاراً لبرميل النفط انحفاضاً من 100 دولار في موازنة هذه السنة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن غلام رضا تاج كردون قوله: «يبدو أن الاتجاه النزولي لأسعار النفط سيستمر، ولا تُتوقع العودة للأسعار السابقة». وتابع: «البرلمان ولجنة التخطيط يوصيان الحكومة بسعر 80 دولاراً لبرميل النفط». وقال: «لا يمكن أن نعلن سعر النفط في الموازنة بعد ولكن يبدو أنه سيتحدد بين 75 و80 دولاراً للبرميل مع أخذ الحذر واستقراء المستقبل». ورأى أن حساب الموازنة استناداً إلى سعر أعلى يزيد من احتمال حدوث عجز. واحتُسبت موازنة إيران التي تنتهي في آذار (مارس) 2015 على أساس 100 دولار لبرميل النفط وتصدير نحو مليون برميل يومياً. ومن ليبيا، أفاد ناطق باسم «شركة الخليج العربي للنفط» الحكومية الليبية، بأن ليبيا استأنفت الإنتاج في حقل النافورة بعد أن أنهى سكان محليون يطالبون بوظائف احتجاجَهم. وأشار مسؤولون إلى أن الحقل كان ينتج ما يصل إلى 65 ألف برميل يومياً من الخام، إلى أن أغلقه المحتجون. وفي السوق، استقر سعر خام «برنت» قرب 80 دولاراً للبرميل في آخر أيام محادثات القوى العالمية الجارية في فيينا بخصوص البرنامج النووي الإيراني وقبل اجتماع مهم ل «أوبك» لبحث مستوى الإنتاج. ورأى مديرو صناديق أن أسعار النفط قد تهوي إلى 60 دولاراً للبرميل إذا لم تتفق المنظمة على خفض كبير للإنتاج لتقليص المعروض في الأسواق. وسجل «برنت» 80.40 دولار للبرميل مرتفعاً أربعة سنتات بعد أن بلغ يوم الجمعة أعلى مستوياته في أسبوع عند 81.61 دولار للبرميل. وزاد الخام الأميركي 15 سنتاً إلى 76.66 دولار للبرميل. وقال محلل أسواق الطاقة لدى «بتروماتريكس» السويسرية للخدمات الاستشارية، أوليفييه جاكوب: «ينصب التركيز طوال هذا الأسبوع على فيينا»، كما قال المحلل لدى صندوق «لوبس ألفا كوموديتي إنفست»، دانيال باث: «ستشكك السوق في صدقية أوبك وتأثيرها على أسواق النفط العالمية إن لم تخفض الإنتاج». ولفت إلى أن ذلك قد يهبط بسعر «برنت» إلى نحو 60 دولاراً. وأضاف: «ترجيح كفة مراكز المضاربة على انخفاض الأسعار قد يؤدي إلى تسارع الاتجاه النزولي». ويعتقد بعض المستثمرين أن الخفض المحدود للإنتاج بواقع 500 ألف برميل لن يكون كافياً لطمأنة الأسواق. وتوقع مدير الاستثمار في «آر سي إم إيه كابيتال» دوغ كينغ أن ينزل «برنت» إلى 70 دولاراً حتى مع خفض الإنتاج بواقع مليون برميل يومياً. وقال: «إذا لم تتفق أوبك على الخفض ستنخفض الأسعار أكثر وبسرعة كبيرة»، مضيفاً أن «الخام الأميركي قد ينزل إلى 60 دولاراً». إلى ذلك، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» السعودية، خالد الفالح، خلال مؤتمر لقطاع الكيماويات في دبي، أن التقلبات الدورية لأسواق النفط لن تُخرج الإستراتيجية الطويلة الأجل للشركة عن مسارها. في السياق، أعلن الرئيس التنفيذي ل «شركة البترول الوطنية الكويتية»، محمد غازي المطيري، عزم الشركة إنفاق 40 بليون دولار حتى عام 2022 على عدد من المشاريع. وقال للصحافيين خلال مؤتمر «في مقدم تلك المشاريع، الوقود البيئي ومشروع مصفاة الزور الجديدة». وأوضح أن إنجاز هذه المشاريع وتشغيلها فعلياً سيبدأ من عام 2018 حتى عام 2022 طبقاً للجدول الزمني. وتوقع المطيري بدء تشغيل مشروع الوقود البيئي في أيار (مايو) 2018. بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة «داو كيميكال»، أندرو ليفيريس، خلال مؤتمر في دبي، إنه «غير قلق من تراجع أسعار النفط، لأن الشركة تحقق أرباحاً من نشاطات أخرى». من جهة أخرى، أظهرت بيانات من «مؤسسة النفط الوطنية الكورية» تراجع واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام الإيراني 32.7 في المئة على أساس سنوي في تشرين الأول (أكتوبر).