في خطوة جديدة تهدف إلى الحد من تسرب المعلمات من العمل في مراكز محو الأمية، منعت إدارات تعليمية المعلمات في المرحلة الابتدائية من الجمع بين الدراسة المسائية في البرامج الجامعية وبين الترشح للتدريس في مراكز محو الأمية. وطالبت المدارس بعدم رفع استمارات المعلمات الدارسات في البرامج الجامعية إلى إدارات تعليم الكبار، إضافة إلى توافر شروط ومعايير أخرى حددتها في هذا الشأن. وأوضح مصدر مطلع ل«الحياة» أن المرشحات للعمل في هذه المراكز ملتزمات طوال العام الدراسي، وأن من اعتذرن عن التدريس أثناء العام الدراسي لن يتم ترشيحهن مدة خمسة أعوام مقبلة. واشترطت على المرشحات للعمل في مراكز محو الأمية ألا تقل خدمتها في التدريس عن ثلاثة أعوام، وألا يقل تقدير المتقدمة في عملها الصباحي «تقويم الأداء الوظيفي» في العامين السابقين عن «جيد جداً». وشددت على أن تكون المرشحة ممارسة للتدريس فعلياً للمادة التي ستدرسها في مراكز محو الأمية من غير معلمات التربية الفنية والمرشدات. واعتبرت أن مديرة المدرسة تتحمل مسؤولية صحة معلومات استمارة الترشيح وسلامتها والتأكد من ذلك قبل التوقيع والختم، وأن أية استمارة غير مكتملة التعبئة أو تشمل معلومات غير صحيحة فإنها تستبعد. وبيّنت أن على المرشحة الالتزام بالمشاركة في البحوث والأوراق المقترحة لحل بعض مشكلات تعليم الكبيرات، وأن تلتزم كذلك بتوزيع المقررات والتحضير اليومي والأنشطة اللاصفية. وقالت إنه إذا ثبت تهاون المعلمة أو تقصيرها في عملها ينهى ندبها ويتم توفير البديل من مرشحات الاحتياط، فيما تقوم مديرة المدرسة بأخذ تعهد على المتقدمة في مراكز محو الأمية بأن تلتزم من خلاله بالمحافظة على الدوام وتوزيع المقررات وتنفيذها والتحضير اليومي للدروس، مع استخدام أساليب ووسائل تعليمية تناسب خصائص الكبيرات، مع إرفاق صورة التعهد مع الاستمارة. وأشارت إلى أن على الراغبات في العمل بإحدى المدارس تعبئة الاستمارات، فيما تقوم مديرة المدرسة بالمصادقة على التقدير الفني وبعثها لإدارة الشؤون التعليمية، قسم تعليم الكبيرات. يأتي ذلك في الوقت الذي تعتزم وزارة التربية والتعليم الاحتفاء باليوم العربي لمحو الأمية، الذي يوافق الأربعاء 7 ربيع الأول 1435ه، ممثلة بالإدارة العامة لتعليم الكبار (بنات) في مبنى الجهاز الرئيس لتعليم البنات. وسيتناول الاحتفاء أبرز البرامج المنفذة لمحو الأمية وتعليم الكبار، إضافة إلى توزيع نشرات ورسائل الجوال تبرز ذلك، بهدف التوعية بجهود الوزارة في هذا المجال وسعيها إلى القضاء على الأمية. وأكدت وزارة التربية والتعليم في هذا الشأن أنه بفضل الدعم الذي تلقاه هذا القطاع من حكومة خادم الحرمين الشريفين توجت هذه الجهود بخفض نسبة الأمية بين النساء إلى 8.63 في المئة لعام 1434ه، بينما كانت في العام 1415ه على سبيل المثال 40 في المئة، ما يدعو إلى التفاؤل بالوصول إلى مملكة خالية من الأمية في وقت قصير إن شاء الله. وكانت المملكة بذلت جهوداً جادة لتحقيق التنمية المستدامة للمرأة التي لم تنل نصيبها من التعليم الباكر، إذ بدأت بافتتاح خمسة مراكز لمحو الأمية للنساء، وكان ذلك عام 1392-1393ه، والتحق بها 1400 دارسة، واستمرت في النمو حتى بلغ عددها في العام 1432ه 2322 مركزاً، ثم بدأت في التناقص التدريجي نتيجة لانحسار الأمية حتى وصلت عام 1434ه إلى 1688 مركزاً.