أثار حزب الديموقراطيين القومي اليميني المتطرف في السويد، الجدل مجدداً بشنه هجوماً على الإسلام، لكن هذه المرة من باب الاغتصاب. فبعد اعتبار الحزب في مواقف سابقة أن الدين الإسلامي يشجّع على العنف، ها هم أعضاء فيه يوجّهون اتهامات للثقافة الإسلامية بأنها تشجع على الاغتصاب. وأول من أثار الجدل حول هذه القضية، هو نائب رئيس حزب الديموقراطيين في مدينة كارلسكرونا مايكل هيس، عبر صفحته على موقع (فايسبوك) الاجتماعي، حيث كتب أن الاغتصاب "متأصّل بعمق" في الثقافة الإسلامية، ما أثار انتقادات عدد من وسائل الإعلام المحلية. وتبع هيس، النائب عن الحزب، ريتشارد جومشوف الذي قال لصحيفة "بليكنجي لانس تيدنينج"، إن "الاغتصاب هو تعبير عن الثقافة الإسلامية". وأشعل سكرتير رئيس الحزب جيمي أكيسون، الجدل بإشارته إلى أن الاغتصاب "شكل من أشكال العقاب" الواردة في القرآن. لكن هذه التصريحات قوبلت بانتقادات من جانب خبراء وسياسيين في أحزاب أخرى، بينهم رئيس الوزراء المحافظ فريدريك رينفيلدت. ووصف وزير الشؤون الاجتماعية وزعيم الديموقراطيين المسيحيين جوران هيجلوند، مايكل هيس بأنه "جاهل". وكان سكرتير رئيس الحزب أكيسون قرر العام الماضي تطبيق سياسة "عدم التسامح" مع العنصرية من أجل تحسين صورة الحزب، ما أسفر عن استبعاد 50 عضواً في التكتل اليميني. غير أن هذا القرار لم يقلل من الفضائح التي نالت من سمعة الحزب الذي فرض عقوبات أخرى على عدد من أعضائه، بالإضافة لإقالة النائب اريك ألمكفيست العام الماضي لرفعه مقطعاً مصوراً على الانترنت يسبّ خلاله ويشتم أحد الأجانب عقب قضائه ليلة حمراء. وعلى رغم كل هذا الجدل، يبدو أن الدعم الشعبي لحزب الديموقراطيين في ازدياد، حيث كشف استطلاع للرأي أجري في أيلول (سبتمبر) الماضي أنه يعد رابع قوة سياسية في البلاد، على رغم أن الأغلبية المطلقة تظل في يد اليسار.