استنفر الجيش المصري أمس قبل أربعة أيام من انطلاق الاقتراع على مشروع الدستور في الداخل وبدأ انتشاره في المحافظات لتأمين اللجان، متوعداً ب «الحسم» تجاه أي محاولات لعرقلة الاقتراع أو العنف، فيما تزايد إقبال المغتربين على الاقتراع قبل يومين من إغلاق اللجان في الخارج. وأكدت وزارة الخارجية المصرية أمس أن نسب التصويت في الخارج «بدأت ترتفع». وتوقعت كثافة في الإقبال خلال اليومين الأخيرين للتصويت. ولفتت إلى أن عملية الاقتراع «تسير في شكل طبيعي، ولا توجد مشاكل كبيرة تعرقل عملية التصويت». وأعلنت اللجنة القضائية المشرفة على الاستفتاء أن اليوم الثاني للاقتراع «انتهى بتصويت 39 ألف مغترب»، وأشارت أن الناخبين المقيمين في الخارج، قاموا حتى الآن بطباعة أكثر من 87 ألف بطاقة بيانات التصويت، اللازمة للإدلاء بأصواتهم أمام مقار البعثات الديبلوماسية. وأشارت إلى أن عملية الاقتراع بدأت اليوم في معظم دول العالم، وتسير على قدم وساق وفي انتظام وهدوء، من دون أية أحداث تذكر، إذ يجري التصويت في 138 لجنة فرعية (مقار البعثات الديبلوماسية المصرية) حول العالم تغطي المقيمين في 161 دولة. وأكدت اللجنة «عدم وجود مشاكل أو معوقات تعرقل سير عملية التصويت، سوى وقفة احتجاجية قام بها 25 شخصاً أمام مقر السفارة في باريس، وقام الأمن الفرنسي بصرفهم في هدوء». وفي حين أعلن الجيش البدء في خطة الانتشار لتأمين لجان الاقتراع في الاستفتاء الذي سينطلق في الداخل الثلثاء المقبل، كشف مسؤول ل «الحياة» إجراءات جديدة سيتم اتباعها للمرة الأولى لضمان عدم تكرار التصويت، موضحاً أنه «سيتم منح ورقة بيانات لكل ناخب لدى دخوله مقر لجنة الاقتراع تطبع في شكل لا يسمح بتزويرها، على أن يدون فيها اسم الناخب ورقم اللجنة، ليسلمها إلى القاضي الذي يتحقق بدوره من الشخصية، ثم يدلي الناخب بصوته». وأشار إلى أن «أهمية هذا الإجراء تكمن في مضاهاة أعداد التذاكر التي تم توزيعها، مع عدد الناخبين الذي سيتم إعلانه عقب الانتهاء من فرز الأوراق». ويحق لنحو 52 مليون ناخب التصويت على مشروع التعديلات الدستورية في أكثر من 30 ألف لجنة عامة وفرعية ومقر انتخابي موزعة على المحافظات. وأشار المسؤول إلى أن قوات الجيش والشرطة ستتسلم لجان الاقتراع بعد غد الاثنين، فيما أعلن الجيش في بيان «اتخاذ كل الاستعدادات لتأمين الاقتراع»، متعهداً «توفير المناخ الآمن للناخبين». وأشار إلى أن «160 ألف ضابط ومجند في الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية سيشاركون في تأمين الاقتراع»، لافتاً إلى أن «عناصر مشتركة من القوات المسلحة ووحدات من الأمن المركزي وعناصر الحماية المدنية نفذت العديد من البيانات العملية والأنشطة التدريبية لأنسب أسلوب لتأمين اللجان ومقار الاستفتاء، بمشاركة القوات الجوية والقوات الخاصة». وذكر بيان الجيش أن التدريبات «شملت بيانات عملية لأعمال فض الشغب والتعامل مع التظاهرات ومحاولات تعطيل الاستفتاء، وفقاً للأساليب القانونية بدءاً بالبيانات التحذيرية واستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، واستدعاء الاحتياطات القريبة في حال تطور الموقف للقبض على مثيري الشغب». وتعهد «مواجهة أية تهديدات إرهابية محتملة»، مشيراً أيضاً إلى «تكثيف إجراءات التأمين على الحدود والمجرى الملاحي لقناة السويس لمنع العمليات الإرهابية ومحاولات التسلل والتهريب».