اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس «دولاً وعقائد فاسدة» بدعم المنظمات الإرهابية، وحذرها من أن الإرهاب «سيرتد عليها، كما حدث مع من سبقها»، وأكد المضي في تسليح الأجهزة الأمنية ورفع قدراتها القتالية. واعتبر ضابط رفيع المستوى العام الجديد «عام التسليح، الذي سيضع الجيش العراقي في مصاف أفضل جيوش المنطقة». وقال المالكي أمام حشد من الشرطة في مناسبة الذكرى 92 لتأسيسها، إن «للمنظمات الإرهابية تحولت إلى أدوات لكسر الآخر، وهناك دول وعقائد فاسدة تقف خلفها وتحميها، فيما يخوض العراق حرباً مقدسة ضد أشرّ خلق الله من الإرهابيين الذين ينتهكون حرمة الإنسان وكرامته»، وحذر تلك الدول من أن الإرهاب «سيرتد عليها كما ارتد على من سبقها، ونصيحتي لمن يمدون العون للإرهاب أن يكفوا عن دعمه». وأضاف أن «القضاء على الإرهاب نهائياً يتطلب توقف الدول الداعمة له، وان يعلموا أن الإرهابيين سينقلبون عليهم يوماً ما كما حدث في بعض البلدان العربية». ولفت إلى أن «العراق أول من واجه الإرهاب وكسر شوكة القاعدة واتجه للبناء، لكن الإرهاب استفاد من الظروف التي تمر بها الدول العربية وعاد من جديد، والعراقيون في الجيش والشرطة والعشائر اصطفوا جميعاً لمواجهة هذه التحديات». وتخوض قوات الأمن العراقية، بإسناد من العشائر، معارك ضارية مع مجموعات مسلحة سنية ترتبط ب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بعدما اجتاحت الأخيرة مدناً وبلدات تابعة لمحافظة الأنبار التي تشكل ثلث مساحة البلاد، وتضم منطقة متموجة وعرة استخدمها المسلحون لإقامة معسكراتهم وتدريب مقاتلين مواطنين ووافدين، إضافة إلى تمركز أهم مقراتهم فيها، وتقع على الحدود مع سورية والأردن. وتابع المالكي أن «بناء الأجهزة الأمنية يحتاج إلى الابتعاد عن الحزبية والطائفية»، مؤكداً مضي حكومته في «عملية تسليح الجيش والقوات الأمنية، من أجل رفع قدراتها القتالية في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تنفذ عملياتها ضد الأبرياء والعزل». إلى ذلك، قال ضابط رفيع المستوى في تصريح إلى «الحياة»، إن «عام 2014 سيكون عام تسليح القوات العراقية، فهناك عقود تسليح نفذتها دول عدة، منها روسيا، التي أرسلت ناقلات جند مدرعة حديثة ومدافع آلية من عيار ثقيل، كما وافقت مبدئياً على تزويدنا طائرات مروحية مقاتلة من نوع «أم آي 28» الأكثر تطوراً وتمتاز بكفاءة قتالية ليلية لرصد ومعالجة الأهداف الثابتة والمتحركة». وعن العقود مع أميركا قال إن «الأميركيين خلال الفترة القليلة الماضية، أبدوا مرونة في التعامل مع مطالبنا وفق معاهدة الإطار الاستراتيجي وفي إطار تكاتف الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب، وأبلغونا قبل أيام أنهم في صدد الحصول على موافقة لجان برلمانية على إرسال الأسلحة إلى العراق، ومنها صفقة طائرات أباتشي إضافة إلى صوارخ حرارية متطورة ومنظومات رادار، ناهيك عن طائرات من دون طيار للرصد والاستطلاع وأخرى تفتقر لها كل جيوش الشرق الأوسط تقريباً». ونقلت تقارير إعلامية امس عن السيناتور الديموقراطي بوب ميننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، وهو يقف خلف تأخير تسليح الجيش العراقي، أنه قد يسمح بنقل مروحيات «أباتشي» للعراق، فيما تواجه الحكومة الجماعات المتشددة غرب البلاد. وزاد المصدر أن «هناك عقود تسليح وتجهيز مع دول شرقية وغربية ساعد في تسريعها خروجنا من طائلة أحكام الفصل السابع ستجعل قدرات القوات المسلحة العراقية في مصاف أفضل جيوش المنطقة». وعن الدعم الدولي الأخير للعمليات الجارية في الأنبار ضد مسلحي «داعش»، قال: «نحن الآن نُعتبر رأس الحربة في مواجهة الإرهاب الدولي وإجهاض مخططاته، وبالتالي فإن هذا الدعم والتأييد لم يأت من فراغ بل هو نابع من كوننا تحولنا إلى خندق قتالي بالنيابة عن هذه الدول».