أطلق الرئيس باراك اوباما برنامجاً زمنياً لدفع عملية السلام، متعهداً بدور شخصي له، ومؤكدا ان «الوقت تعدى مجرد الكلام عن بدء المفاوضات، وحان الوقت لابداء المرونة والمنطق والحلول الوسط الضرورية لتحقيق الاهداف»، و«يجب بدء المفاوضات على الوضع النهائي وبدءها قريبا. والأهم انه يجب ان نعطي المفاوضات فرصة للنجاح». ودعا اسرائيل الى «ترجمة» بحثها في «الخطوات المهمة لضبط النشاط الاستيطاني» الى «افعال»، وطالب الطرف الفلسطيني بالمزيد من العمل «لوقف التحريض والتحرك نحو مفاوضات»، كما طالب الدول العربية باتخاذ «خطوات ملموسة لتعزيز السلام». واكد اوباما، عند بدء لقاء ثلاثي ضمه والرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووفودهما، ان التوصل الى معالجة للنزاع مسألة «حاسمة» للفلسطينيين وللعالم و«لمصلحة الولاياتالمتحدة». وقال انه طلب من الطرفين ان يرسلا فريقيهما الاسبوع المقبل الى واشنطن، كما طلب ان تقدم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تقريرا اليه منتصف الشهر المقبل عما اسفرت عنه جهودها وجهود المبعوث الخاص جورج ميتشل مع الطرفين خلال الاسبوعين الاولين من الشهر المقبل. وكان اوباما اجتمع مع نتانياهو في لقاء ثنائي لنحو نصف ساعة تبعه لقاء ثنائي بين اوباما وعباس، ثم توجه الثلاثة الى اللقاء الثلاثي الذي ضمهم مع فريق كل منهم، فحضرت اللقاء كلينتون وميتشل ومستشار مجلس الامن القومي جيمس جونز عن الجانب الاميركي، كما حضره عن الجانب الفلسطيني ياسر عبد ربه وصائب عريقات ورياض الملكي. وعن الطرف الاسرائيلي، حضر وزير الدفاع ايهود باراك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وحرص اوباما على التوجه الى عباس ونتانياهو ليقف بينهما ولتتم المصافحة التي اتسمت بالبرود. ووصف الرئيس الأميركي لقاءاته الثنائية مع كل من عباس ونتانياهو بأنها كانت «صريحة ومنتجة». ولفت إلى أن اللقاء الثلاثي هو الأول الذي يجمعه بكليهما معاً منذ توليه منصبه. وشدد في بيانه على أن «الولاياتالمتحدة ملتزمة سلاما عادلا ودائما وشاملا في الشرق الأوسط»، و«بتسوية النزاع» بما يؤدي إلى «قيام دولتين، إسرائيل وفلسطين، يعيش شعباهما في سلام وأمن». وأضاف أن كلينتون وميتشل «بذلا جهوداً كبيرة لايجاد إطار للمفاوضات على الوضع النهائي، وأحرزنا تقدماً منذ تسلمنا الإدارة في كانون الثاني (يناير) الماضي، ومنذ جاءت الحكومة الإسرائيلية إلى الحكم في نيسان (أبريل)، لكن ما زال أمامنا الكثير». ووجه أوباما «رسالة واضحة» إلى القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، قائلاً: «رغم كل العراقيل والتاريخ وفقدان الثقة، يجب علينا أن نعثر على طريق للتحرك قدماً». ودعا إلى «بذل الجهد لكسر الحلقة المفرغة والجمود التام». وأضاف أن «النجاح يعتمد على قيام جميع الأطراف بالتحرك بحس يدرك أن الموضوع عاجل». وأوضح أن ميتشل سيلتقي المفاوضين الفلسطيني والإسرائيلي الأسبوع المقبل، «وكلنا يعرف أن الأمر لن يكون سهلاً، لكننا سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق أهدافنا». وفيما اعتبر الاعلام العبري بيان اوباما «رسالة توبيخ للزعيمين لا تقبل التأويل»، قال عريقات عقب الاجتماع: «رأينا في دعوة اوباما تدخلا شخصيا منه في محاولة لالزام اسرائيل بوقف النشاط الاستيطاني، بما فيه النمو الطبيعي، ومن ثم استئناف المفاوضات على الوضع النهائي من النقطة التي توقفت عندها». واضاف ان عباس اوضح خلال الاجتماع الموقف الفلسطيني وخلاصته الاصرار على ان «لا دولة موقتة» و«لا مفاوضات بلا وقف الاستيطان». وعن المحادثات التي دعا اليها اوباما، قال: «نحن على استعداد للاستمرار في الحديث مع الجانب الاميركي» بهدف التمكن من اقناع الجانب الاسرائيلي، «انما المفاوضات ليست هدفا بحد ذاتها» و«لا حاجة الى اعادة اختراع العجلة» و«لا مجال لحلول وسط في ما يتعلق بالاستيطان»، واكد ان «مرجعية المفاوضات واضحة ولا تنازل عنها»، في اشارة الى القضايا الست المتعلقة بالوضع النهائي.