مثّل خطف مسلحين في سيناء قيادات نقابية كانت في طريقها لحضور مؤتمر لدعم مشروع الدستور في منتجع شرم الشيخ السياحي، تصعيداً نوعياً للعمليات المسلحة التي اعتادت استهداف العسكريين ومنشآت الجيش والشرطة. وأعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» في بيان مقتضب عبر «تويتر» تبنيها خطف وكيل أول وزارة القوى العاملة محمد عيسى ورئيس النقابة العامة للسياحة ممدوح محمدي محمد أحمد والأمين العام للنقابة ممدوح رياض ووكيلها محمد الجندي. وقالت الجماعة التي تبنت غالبية أعمال العنف التي وقعت خلال الفترة الأخيرة: «إلى الزبانية، وفروا عناء البحث فقد قام إخواننا المجاهدون باختطاف بعض قيادات النظام الوثني. اخرجوا جميع النساء وإلا سترون المزيد». وأوضح مصدر أمني أن سيارة المسؤول الحكومي والنقابيين الثلاثة استوقفها الخاطفون على الطريق المؤدية إلى منتجع شرم الشيخ عند منطقة عيون موسى جنوبسيناء، وتم العثور على سيارتهم على الطريق وفيها حقائب ملابسهم وثلاثة آلاف جنيه وهواتفهم المحمولة، «ما يؤكد أن العمل كان الإرهاب وليس جنائياً». وقال ل «الحياة» ان قوات الأمن «تجري عمليات تمشيط واسعة النطاق لدروب سيناء لمحاولة التوصل إلى مكان المخطوفين وتحريرهم». وأثار الحادث قلقاً من تحول العمليات الإرهابية إلى خطف مسؤولين وشخصيات عامة، لا سيما أنها المرة الأولى التي يتعرض فيها مدنيون للخطف، بعدما كانت العمليات تركز منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي على استهداف عسكريين. غير أن اللافت أن الحكومة لم تظهر اهتماماً بالحادث النوعي، إذ لوحظ عدم صدور أي تصريحات رسمية عن الحادث على غير المعتاد، وهو الأمر الذي انتقده في شدة الاتحاد العام لنقابات مصر، مطالباً بإقالة الحكومة. واعتبر رئيس الاتحاد عبدالفتاح إبراهيم أن «جميع قيادات اتحاد العمال مستهدفة، والقيادات العمالية المختطفة لن تكون آخر المستهدفين». وأضاف ابراهيم خلال مؤتمر صحافي: «أين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والثوار وحقوق الإنسان؟». ورأى أن الهدف من عملية الخطف «ترهيب الاتحاد لإثنائه عن موقفه الداعم لخريطة الطريق والدستور». ودانت النقابة العامة للسياحة «العمل الإرهابي الذي تعرض له ثلاثة زملاء نقابيين خلال توجههم إلى مدينة شرم الشيخ لتنظيم مؤتمر عمالي جماهيري لدعم الدستور». وحمّلت في بيان لها وزارة الداخلية «مسؤولية سلامتهم». إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش إلقاء القبض على طفل لمراقبته تحركات دوريات القوات المسلحة الثابتة والمتحركة في مدينة الشيخ زويد، مشيراً إلى إنه «تم اكتشاف محاولة الطفل تفجير عبوة ناسفة باستخدام جهاز لاسلكي». وأوضح أن «الأجهزة الأمنية كشفت مخططاً للجماعات التكفيرية والإرهابية في شمال سيناء خلال الفترة الأخيرة، اعتمد على تجنيد الأطفال ممن لم يبلغوا سن الرشد في مراقبة تحركات الدوريات العسكرية وقوات الشرطة بإستخدام أجهزة لاسلكية صغيرة الحجم».