أكد نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وحيد عبدالمجيد أن الهيئة ستطعن أمام المحكمة الإدارية العليا في الحكم بإلغاء ترخيص مجلة «إبداع» الفصلية. وكان هذا الحكم صدر يوم الثلثاء 7 الجاري بناء على دعوة رفعها المحامي سمير صبري على خلفية نشر قصيدة «شرفة ليلة مراد» للشاعر المصري حلمي سالم في عدد أصدرته المجلة قبل نحو عامين وصودر على الفور ثم أعيد توزيعه في الأسواق مجدداً بعد حذف القصيدة التي وصفت بأنها «تسيء إلى الذات الإلهية». وأعرب عبدالمجيد عن أسفه لوجود ثغرة قضائية في القانون المصري «تسمح بالعودة إلى ما قبل العصر الحديث ويستغلها من ينصبون أنفسهم حماة للمجتمع برفع دعاوى الحسبة الدينية». وقال عبدالمجيد وهو أساساً محلل سياسي، إن القصيدة عموماً هي عمل فني لا يستطيع شخص غير متخصص في النقد الأدبي أن يحكم عليه»، مشيراً إلى أنه «يجب احترام التخصص». واقترح سد تلك الثغرة بإحالة القضايا المماثلة على لجان أدبية مختصة. وجاء في الحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري المصرية أنه ثبت لديها أن القصيدة «وردت فيها ألفاظ تسيء إلى رب العالمين وأن هذا الفعل يباعد بينها وبين رسالة الصحافة، ومن غير المعقول أن يكون هذا العمل قد نشر عبثاً من دون أن يمر على القائم على هذه المجلة الأمر الذي يؤكد أن بعضهم لديه القناعة والاستعداد لنشر مثل هذا الإسفاف المتطاول على رب العالمين». واستندت المحكمة إلى تقرير أصدره الأزهر يؤكد أن قصيدة «شرفة ليلى مراد» تنطوي على «زندقة وكفر». وكان القضاء المصري نظر في دعوى أخرى متصلة بالواقعة نفسها رفعها الداعية الإسلامي يوسف البدري، وطالب فيها وزير الثقافة المصري فاروق حسني بسحب جائزة الدولة للتفوق الممنوحة للشاعر حلمي سالم ورد قيمتها المالية إلى خزانة الدولة. ومعروف أن الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي يرأس تحرير مجلة «إبداع»، التي تصدر فصلياً، منذ العام 1991 ويعتبر العدد الذي تضمن قصيدة حلمي سالم والذي صدر في الأول من نيسان (ابريل) العام 2007 العدد الأول من المجلة بعد توقف عن الصدور دام أعواماً عدة. أما قصيدة «شرفة ليلى مراد» فهي منشورة في ديوان «الثناء على الضعف» الذي أصدره حلمي سالم عن دار «المحروسة» في القاهرة عام 2006. وبادر سالم أخيراً بإصدار ديوان جديد يستلهم فيه أجواء أزمة نشر القصيدة نفسها تحت عنوان «الشاعر والشيخ» عن دار «آفاق» في القاهرة.