يبدو للقارئ الكريم من الوهلة الأولى عند قراءة عنوان المقالة أن هناك مطامع وأهدافاً من كاتبها خلال سيناريو المقالة الذي يتكرر ألوف المرات من الجميع. ولكن الهدف الحقيقي هو البحث عن إجابة واضحة لسؤال أجزم على الاتفاق عليها! ومن هذا المنبر، أوجه أصابع الاتهام إلى كل مسؤول فضّل السكوت عنه، وألقى بنيران السخط على كل من كان في يده التعديل على الأمر، وإعادته إلى المسار الصحيح، فآثر تغطية الشق عوضاً عن رقعه. فهل «ساهر» نظام ردع وقائي أم أسلوب غدر قهري؟ لنعود قليلاً إلى الوراء تحديداً قبل زراعة الأفخاخ الفوتوغرافية الثابتة والمتحركة لنظام «ناهب». نتذكر الانتشار المُكثف من إدارة المرور عند الإشارات وفي الطرقات «مشاة ودوريات» التي كان من المُفترض أن يكون انتشارها توعوياً تحذيرياً من نظام دخيل بأنظمة مُبهمة، أصاب المواطنين من ذوي الدخل المتوسط والضعيف في مقتل، وأصبح يُزاحمهم على قوت عيالهم وكسوتهم، ولكنه كان انتشاراً أشبه بفرد عضلات وتحرير مخالفات، حتى اعتقد جُلنا بأنه أسبوع المرور، ولم يعلم بأن السكاكين تُسنّ لنحره. لا أعترض على «ساهر» بحد ذاته، بل على العكس أرى ضرورة حتمية لوجوده وانتشاره في الطُرق السريعة والشوارع الرئيسة وإشارات المرور وخطوط المشاة «المهملة»! ولكن ليس خلف الأشجار، وبجوار الأسوار في أوقات يستحيل أن تتجاوز 100 أو 120 كلم/الساعة، ولأجل تحقيق المكاسب تم جعل سرعة 70 كم/ساعة جريمة يجب التشهير بصاحبها حالاً بفلاش جائر مُخادع، يبدأ بعده استنزاف هذا الجاني عديم المسؤولية بمئات تتضاعف مع مرور الوقت. ليس هذا فحسب، بل أُعتيد على محاربته بشتى الطرق، فتم خداعه مرة، ليعود فينتقم ألف مرة! طُمست اللوحات، وتم التحايل على الإشارات، فبات البعض يحذّر الآخرين بتشغيل فليشرات السيارات، إذا ما افتضح أمره لعشرات السيارات، بسبب شدة فلاشاته التي تمكنت من سيارة كانت تسبقهم بقليل، أحرق الشبان بعض سياراته، ودمّروا الكثير من كاميراته. ولكن ما زال في جُعبة «غادر» الكثير والكثير، فانتشرت أنواع جديدة من أسلحته، كالصناديق المتحركة ذات العدسات الغاضبة، ولكن بأسلوب شيطاني يضمن اصطياد من 7 إلى 8 خِراف سمان من كل 10 من طريق الطعن في الظهر بفلاشات تختفي خلف الجسور وأسفل المنحدرات تحت أستار الظلام الدامس. ومن هذا المُنطلق، أجد أن «قاهر» نظام غدري بامتياز، إلّا أن يخرج أحد المسؤولين الكرام ليثبت لنا العكس حتى نصفق له، ونُخطّئ كل ما مرّ آنفاً. وغاية ما نطلبه، هو رفع سرعة بعض الشوارع بما يتناسب معها، وليكن التصوير بالأقمار الصناعية!