يصل إلى القاهرة الأحد المقبل وفد رفيع المستوى من حركة «حماس» برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ويضم قيادات من الداخل والخارج. وقال القيادي في «حماس» محمد نصر ل «الحياة» إن هذه الزيارة تعتبر رسالة جدية تعكس مدى اهتمام الحركة بإنهاء الانقسام وانجاز المصالحة الوطنية، مضيفاً أن الحركة معنية تماماً بإنجاح الحوار من أجل اعادة اللحمة الفلسطينية. وتابع أنه سيتم نقاش الورقة المصرية التي تضم المقترحات التي طرحتها مصر على الجانبين (فتح وحماس) من أجل انهاء الانقسام. واوضح: «لدينا ردود وملاحظات وسنتناول الافكار وسنناقش المقترحات وسنتعامل بايجابية مع الورقة المصرية لاننا ندعم اي جُهد إيجابي يبذل من أجل الوحدة والمصالحة». ولفت الى ان «حماس لا تخشى اطلاقاً خوض الانتخابات»، لكنه اضاف: «من يخض الانتخابات يجب أن تتوافر له الظروف الطبيعية لذلك، ونحن جاهزون للانتخابات في ظروف طبيعية وفي اجواء نزيهة وحرية وشفافية»، مشدداً على ضرورة ان تجري هذه الانتخابات في ظل وفاق وطني بعيداً من الانقسام. وتابع: «تقولون ان الظروف في غزة غير طبيعية، ونحن نقول إن الظروف في الضفة غير طبيعية، هناك الحواجز التي تفصل بين المدن والقرى والاحياء، ويجب أن تكون الظروف متكافئة في الضفة وغزة معاً». وزاد: «لن تجرى انتخابات في ظل وجود ألف معتقل من كوادر الحركة في سجون السلطة»، مشيراً الى انفصال قيادات «حماس» عن بعضها والانقسام في الساحة الفلسطينية، «لذلك لا يمكن اجراء انتخابات وإلا منحنا هذا الانقسام شرعية سياسية، وهذا ليس في مصلحة الشعب او القضية»، محذراً من أن اجراء الانتخابات في ظل الانقسام سيؤدي إلى إنفصال أبدي. وربط نصر بين المفاوضات السياسية وحال الانقسام، ورأى أن الازمة ستسير في المسار السياسي طالما أن هناك انقساماً لانه ليست هناك جهة واحدة تمثل الشعب الفلسطيني، مشيراً الى إن «حماس تقول أنها ممثلة بالغالبية، والرئيس محمود عباس (ابو مازن) يقول انه رئيس منتخب. لا احد يستطيع أن يدعي انه يمثل الشعب بغالبية ساحقة، لذلك فإن الحل الوحيد هو انهاء الانقسام وابرام المصالحة وبناء منظمة التحرير لتصبح هي القيادة الحقيقية للشعب الفلسطيني». وانتقد المنظمة في وضعها الحالي، وقال: «حماس بكل وزنها على الارض، اضافة الى قوى فلسطينية اخرى مثل الجهاد الاسلامي على سبيل المثال، خارج المنظمة وغير ممثلة داخلها، فالمنظمة في حالها ووصفها الحالي لا تمثل قطاعات الشعب الفلسطيني». وشدد نصر على ان المفاوضات ستظل مجمدة، متهماً اسرائيل بأنها السبب الرئيسي لهذا المأزق لانها لا تريد اعطاء الفلسطينيين أي شيء، وقال انه على رغم الموقف الاميركي وخطاب الرئيس باراك أوباما الذي اشاع التفاؤل والامل، لم يقدم شيئاً لمواجهة تعنت اسرائيل في قضية الاستيطان. واضاف: «اذا كانت قضية تجميد الاستيطان اثارت كل هذا الجدل العقيم، فكيف سيتم التعاطي مع القضايا الاخرى؟». وانتقد نصر الرئيس الفلسطيني لعقده لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقال ان «أبو مازن» أعلن مسبقاً أنه لا لقاء مع نتانياهو الا بعد تجميد الاستيطان، مضيفاً أن «لقاء على هذا المستوى مع الجانب الاسرائيلي هو استئناف للمفاوضات، ومن يقرأ هذا بشكل مختلف فهو يضلل الشعب ويستخف بمشاعره لانه لا فرق بين لقاء القمة واستئناف المفاوضات».