عاشت مدينة فيرغسون بولاية ميسوري وسط الولاياتالمتحدة ليلة ثانية من الاضطرابات، رداً على تبرئة هيئة محلفين شرطياً أبيض قتل شاباً اسود. وتوسع العنف الى مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا، حيث نهب محتجون متاجر وعرقلوا حركة السيارات عبر غلق شوارع، فيما شهدت مدينة مينابوليس صدم سيارة قادها متعاون مع الشرطة امرأة أصيبت بجروح طفيفة. وأحصت شبكة «سي إن ان» تظاهرات في 170 مدينة، غالبيتها سلمية مع تسجيل قطع بعض الطرق السريعة، ما ادى الى توقيف عدد من المتظاهرين بعضهم في نيويورك حيث رفعت لافتات كتب عليها عبارات مثل «السجن للشرطيين القتلة»، و «نطالب بالعدالة لفيرغسون»، و «ارفعوا ايديكم، لا تطلقوا النار»، و «حياة السود مهمة» و «ليتوقف عنف الشرطة». وقال سيماجي يونغ اثناء مسيرة نحو مقر الشرطة في لوس انجليس: «سئمت رؤية الاقليات تواجه ظلم الشرطة»، علماً ان بنجامين كرامب، محامي الضحية قال: «في كل اميركا، في نيويورك ولوس انجليس وكاليفورنيا وكليفلاند، يقتل الشبان السود بأيدي الشرطة»، منتقداً ما وصفه ب «نظام قضائي في خلل». لكن الرئيس الأميركي باراك اوباما اكد انه لا يشعر ب «أي تعاطف» مع الاشخاص الذين يعتقدون بأن واقعة اطلاق الرصاص في فيرغسون ذريعة للعنف، وقال في خطاب ألقاه بشيكاغو (ايلينوي، شمال): «لا مبرر لأعمال اجرامية تشمل حرق مباني واضرام النار في السيارات وتدمير ممتلكات وتعريض الناس لخطر. هناك وسائل بناءة للتعبير عن الاحباط». وتابع: «اتعاطف مع مجتمعات تشعر بأن القوانين لا تطبق دائماً بالطريقة ذاتها وفي شكل عادل، لذا ادرس خطوات محددة يمكن اتخاذها لضمان جعل إنفاذ القانون منصفاً، كما أصدرت تعليمات الى وزير العدل اريك هولدر لعقد اجتماعات اقليمية بين زعماء المجتمعات وسلطات إنفاذ القانون في انحاء البلاد لدرس سبل بناء الثقة. ويعلق الاعضاء السود في الكونغرس والناشطون المحليون آمالهم في فرض العدالة على تحقيق تجريه وزارة العدل حول إذا كان الشرطي ويلسون انتهك حقوق براون المدنية عبر افراطه في استخدام القوة، وإذا كانت شرطة فيرغسون انتهكت في شكل ممنهج حقوق أفراد عبر القوة المفرطة او التمييز. وانتشر 2200 من عناصر الحرس الوطني في فيرغسون، أي بزيادة 3 أضعاف، «لمنع تكرار اشعال ممتلكات وتنفيذ عمليات نهب»، كما صرح جاي نكسون، حاكم ميسوري. وساند افراد من الحرس الوطني مزودين هراوات ودروعاً رجال الشرطة في صد حوالى مئة شخص حملوا لافتات كتب عليها «لن يسكتونا»، ودفعوهم الى التراجع نحو مقر البلدية حيث أحرقت سيارة دورية، قبل ان تطلق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد. وأعلنت السلطات ان التجمع «غير قانوني»، مهددة بتوقيف المحتجين والصحافيين. وغداة تبرئته، ابلغ الشرطي دارين ويلسون محطة «اي بي سي»، في حديثه الأول للإعلام منذ مأساة قتله الفتى مايكل براون البالغ 18 من العمر بست رصاصات في 9 آب (أغسطس) الماضي، ان «ضميره مرتاح»، وانه كان سيتصرف بالطريقة ذاتها مع شاب أبيض. وقال: «نفذت عملي في شكل جيد، لذا لن أقلق، وسيبقى الحادث شيئاً حصل معي»، واصفاً الشاب براون بأنه «رجل قوي يشبه المصارع هولك هوغن، وقد هجم علي وأراد ان يقتلني». وصرح جيمس نولز، رئيس بلدية فيرغسون، ان أي قرار لم يتخذ في شأن الشرطي ويلسون الذي مُنح إجازة ادارية مدفوعة الراتب منذ حادث أب حتى الانتهاء من تحقيق داخلي.