وصف نائب مسيحي عراقي قرار الحكومة الاتحادية بتحويل حلبجة إلى محافظة ب»السابقة» التي تعزز المطالبة باستحداث محافظة في سهل نينوى، فيما أعرب عضو في مجلس المحافظة عن أمله بأن لا تكون الدوافع الانتخابية وراء قرار مجلس الوزراء دراسة الطلبات المقدمة لاستحداث محافظات جديدة. ووجّه مجلس الوزراء أول من أمس «وزارة الدولة لشؤون المحافظات» بدراسة واقع الأقضية التي تقدمت بطلب لتحويلها إلى محافظات، بعد «دراسة ظروفها السكانية والجغرافية» بهدف مناقشتها خلال الجلسات المقبلة، وذلك بعد نحو أسبوع من موافقته على طلبت تحويل قضاء حلبجة التابع لمحافظة السليمانية إلى محافظة. وقال النائب المسيحي يشوع ل «الحياة» إن «تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية، والذي يضم نحو 14 حزباً وحركة سياسية في داخل العراق وخارجه، سبق أن تقدم بطلب قبل أكثر من سنتين إلى الرئاسات الثلاث لتشكيل محافظة في سهل نينوى، تشمل المسيحيين والشبك والايزيديين، فضلاً عن قسم من العرب والأكراد، ومكونات أخرى»، مشيراً إلى أن «تشكيل هذه المحافظة سيوجد توازناً وأرضية مناسبة للعيش المشترك، والتخلص من محاولات التغيير الديموغرافي، والحد من الهجرة، وإيجاد فرص عمل جديدة، من خلال جذب الاستثمارات عبر البنية التحتية للمنطقة التي تعاني من تهميش، حتى قبل سقوط النظام العراقي». وعن إمكان إقناع الأصوات المعترضة على تشكيل المحافظة، قال: «في كل مطلب جديد، هناك اعتراضات وتخوفات، خصوصاً مع الأزمات التي يشهدها المحيط، وسهل نينوى يقع في منطقة حساسة قرب إقليم كردستان، ولكل جهة الحق في أن تعترض، لكن المصلحة العامة لشعوب المنطقة تعتبر مصلحة عليا، ونرفض اتهامنا بالسعي لضمها للإقليم، ثم أن المحافظة ستكون تابعة إلى بغداد، حالها حال المناطق الأخرى»، لافتاً إلى أن «القرار الخاص بحلبجة، سابقة، ونحن نشجع على اللامركزية، بهدف توزيع الثروات بعدالة، ونؤكد أن هذه التوجهات لا تشكل خطراً على وحدة البلاد، بقدر ما تعكس فائدة للمواطنين، وليست هناك سوء نوايا في القضية، وعلى هذا الأساس سنقنع الأطراف المعترضة، وسنفاتح الكتل السياسية بشكل أكثر جدية، لإعطاء الضمانات التي من شأنها أن تبدد القلق الذي يساورها». من جانبه، قال العضو المسيحي في مجلس محافظة نينوى أنور هدايا ل»الحياة» إن «مطلبنا باستحداث محافظة في سهل نينوى قائم على أساس جغرافي، وليس ديني أو عرقي»، معرباً عن أمله في أن «تكون دعوة مجلس الوزراء الأخيرة نابعة عن رغبة جدية، وأن لا تكون مرحلية، إذ نرى أن الوعود دائماً تسبق مرحلة الانتخابات، وسهل نينوى يمتلك المقومات الأساسية من حيث عدد السكان والإمكانات، المعنوية والمادية والإدارية»، معتبراً أن موافقة بغداد على تحويل حلبجة إلى محافظة «قرار صائب، يعزز منح صلاحيات أوسع للوحدات الإدارية، خصوصاً أن طلبات مماثلة صدرت عن الأخوة التركمان لتشكيل محافظات في تعلفر وطوزخورماتو». وأكد أن «محافظ نينوى اثيل النجيفي، وأطرافاً أخرى كانت متخوفة من تقسيم البلاد، في حين نرى أنهم هم الآن يطالبون بإنشاء إقليم نينوى، أو في الانبار وصلاح الدين»، لافتاً إلى أن «هذا التغيير في القناعات، مؤشر إلى أن النضوج السياسي بدأ يعطي ثماره، لذلك فإن المعترضين سيتفهمون مطلب استحداث محافظة في سهل نينوى في هذه المرحلة».