عززت التوجهات المتصاعدة لبعض المحافظات العراقية في التحول إلى أقاليم مستقلة، مطالب المسيحيين بتشكيل محافظة في سهل نينوى، فيما شارك بطريرك الموارنة اللبناني بشارة الراعي الذي وصل إلى بغداد في إقامة قداس في ذكرى ضحايا الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد العام الماضي. وقال رئيس كتلة الرافدين في البرلمان يونادم كنا ل «الحياة» إن «ثقافة المركزية في اتخاذ القرارات التي كانت سائدة في السابق، ما زالت تتحكم بعقول معظم السياسيين، وما يتمخض عن الصراعات في تشكيل الأقاليم سيكون له تأثيره، سلباً أو إيجاباً، في مساعي تشكيل محافظة في سهل نينوى، وفي حال استمرار هذه التوجهات، لربما خلال الايام المقبلة ستشهد جلسات البرلمان إقرار مشروع التقسيم الاداري للمحافظات الذي ارسله رئيس الجمهورية إلى البرلمان، وإذا أقر سيسهل المساعي لتشكيل محافظة في سهل نينوى»، وأضاف: «وفي حال تحولت نينوى إلى إقليم، قد يكون من الأسهل استحداث محافظات جديدة، كما في إقليم كردستان الذي يضم ثلاث محافظات». وقال النائب المسيحي في البرلمان خالص أيشوع ل «الحياة» إن «تزايد المطالب بتحويل بعض المحافظات إلى أقاليم، يعبر عن الفهم الجديد لمعنى العراق الفيديرالي وفقاً للدستور، وجاء بعد دراسة لواقع البلاد ووضوح الرؤية أن مصلحة المحافظات تكمن في تشكيل الإقليم، وهذه المسألة لا تتقاطع مع مطلب تشكيل محافظة في سهل نينوى». وأضاف ان «هذه التوجهات اثبتت أننا كنا على حق عندما طالبنا بالمحافظة، وهي أمور إدارية تنظيمية، وإعلان نينوى إقليما سيضم محافظات». وأوضح أن «تشكيل المحافظة هو الضمانة لاستمرار وجود وبقاء أبنائنا في تلك المناطق، وفي العراق عموماً لأنها ستكون قاعدة أساسية لحمايتهم وبقائهم، وسنكون قد قضينا على معظم التحديات التي تواجه أبناء شعبنا في المنطقة، ومحاولات التغيير الديموغرافي والهجرة والبطالة». وعزا ايشوع اعتراض الحكومة على تشكيل الأقاليم إلى «الخوف من أي رد فعل، وهذا غير صحيح، فالمطالب إنضاج لفكرة أن الإقليم هو لخدمة أبناء المنطقة، ولا يبنى على أساس طائفي أو عرقي أو ديني». إلى ذلك، شارك بطريرك الموارنة اللبناني بشارة الراعي في قداس عن أرواح ضحايا الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في 31 تشرين الاول (أكتوبر) العام الماضي عندما اقتحمها متشددون واحتجزوا المصلّين رهائن، وقتل في الحادث 52 شخصاً. وقال الراعي إن زيارته تهدف إلى «التعبير عن التضامن مع الشعب العراقي، والكنيسة كانت دائماً ضد العنف وضد الحرب وسنحض مسيحيي العراق على الحفاظ على وجودهم في البلاد».