أوضح رئيس اللجنة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2014 الدكتور زيد الفضيل أنه منذ اللحظات الأولى التي التأم فيها أعضاء اللجنة الثقافية بمكتب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على المعرض الدكتور ناصر الحجيلان، كان التصميم واضحاً «على محيا جميع الأعضاء لأن يكون برنامجهم الثقافي لهذا العام مختلفاً»، مشيراً إلى أن الإرادة انطلقت بوادرها من وزارة الثقافة والإعلام نفسها حين استهدفت في اختيارها طيفاً ثقافياً متنوعاً كأعضاء في اللجنة الثقافية، وهم عبدالله البريدي ومحمد العباس ومحمد الفريح وصالح الزهراني وخالد الرفاعي ومحمد المشوح وحسنة القرني وحليمة مظفر وليلى الأحيدب وزيد الفضيل. وقال الفضيل ل«الحياة»: «عقدت اللجنة سبعة اجتماعات مكثفة قضت فيها ساعات طوال، بين نقاشات معمقة للوصول إلى أفضل الأفكار لصياغة جدول البرنامج الثقافي، وأثمر ذلك عن ولادة برنامج نحسب أنه نوعي من حيث الأفكار والطرح، يلامس جوانب متنوعة في مشهدنا الثقافي الراهن على المستوى الوطني والعربي، وتم رفعه في 31 من كانون الأول (ديسمبر) 2013 إلى المشرف العام على المعرض للموافقة عليه». وزاد أن اللجنة الثقافية «تؤمن أن أي برنامج ثقافي مهما كانت جدَّته وقوة محتواه، لا يمكن أن يتحقق له النجاح من دون تفاعل الحضور معه. والبرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب يعكس جانباً كبيراً من صورة المشهد الثقافي المحلي في عيون المتابعين العرب وغيرهم، كونه ينطلق من مهرجان ثقافي كبير وهو معرض الكتاب الدولي، ويتم تنظيمه من الجهة الرسمية المخولة بإدارة المشهد الثقافي وهي وزارة الثقافة والإعلام. وحرص أعضاء اللجنة على أن يعبر برنامجهم عن واقع المثقف الوطني وحركية المشهد الثقافي السعودي بوجه عام». ولفت إلى أن الأعضاء «توافقوا حال بناء هيكل البرنامج على أن تكون الجودة هي المعيار الأساس في عملهم، وألا يكونوا أسرى لمعضلة الكم، ولهول الأسماء الكبيرة، مجمعين على أهمية أن ينكشف البرنامج على قضايا الشباب وآفاق حراكهم الثقافي والإعلامي». وأكد الدكتور زيد أن الأعضاء اختاروا جدول الفعاليات من محاور ثلاثة: المحور الوطني، إذ أفرد البرنامج لذلك ندوات عدة أصيلة تناقش جوانب متنوعة من مشهدنا الثقافي على الصعيد الشبابي والفكري ومنطلقات البناء الاستراتيجي للمشروع الحضاري الوطني للمملكة العربية السعودية، وسيشارك الشباب بكثافة في بعض هذه المحاور. ثم يأتي المحور العربي، انطلاقاً من أهمية المملكة ودورها الحيوي البارز، وسيشارك عدد من المبدعين العرب على مختلف ألوانهم من رواية وشعر وإخراج سينمائي، علاوة على بعض المفكرين والمهتمين بفلسفة العلوم. أما المحور الأخير فيتعلق ببرنامج الدولة الضيف وهي مملكة إسبانيا، التي أفردت اللجنة لها برنامجاً منوعاً بالاتفاق مع السفارة الإسبانية، إذ ستقام في الرياض العديد من فعالياتها، كما اقترحت اللجنة توزيع بعض الفعاليات الثقافية على بعض المدن في المملكة كجازان وبريدة والدمام وجدة. وبين رئيس اللجنة الثقافية أن البرنامح يهدف إلى تحقيق الجودة في الأوراق المقدمة، وأن اللجنة تمخض عنها فريق عمل «يقوم بإعداد المحاور لكل ندوة وكل ضيف متحدث، إضافة إلى أن اللجنة أوكلت لبعض أعضائها مهمة التفكير في أفضل السبل الفنية لإخراج كل ندوة، بحيث يتحرر البرنامج من معضلة النمطية البصرية التي عادة ما تصاحب الكثير من المؤتمرات، وعلى هذا فستحرص اللجنة على أن تقام كل ندوة في شكل إخراجي مختلف عن الأخرى، وفعل شيء مميز طالما توفرت الوسائل المادية لتحقيق ذلك». وأشار الفضيل إلى أن اللجنة «ستعمل على زيادة حميمية التفاعل الحواري في بعض الندوات بين الضيوف المتحدثين، لاسيما أن عديداً منها يسمح بذلك، باعتبارها تناقش موضوعاً حيوياً معاشاً على الصعيدين الإعلامي والثقافي، وكان لأجل ذلك أن اهتمت اللجنة حال مناقشة أسماء مديري الحوار لكل ندوة، أن اختارت من يملك القدرة على مواكبة هدفها التفاعلي»، مبيناً أن البرنامج سيستعين لهذا العام بالعديد من الفرق الشبابية المتطوعة، «إيماناً بأهمية دورهم، وأهمية ما ينبثق عنهم من أراء وأفكار، بخاصة في ما يتعلق بفنون التسويق الإعلامي، إذ ستعمد اللجنة في هذا العام إلى وضع خطة إعلامية لتسويق الحدث الثقافي لأكبر شريحة في المجتمع، مع استهداف الوصول إلى الشريحة الخاصة بكل ندوة على حدة، وعزمت اللجنة لمواكبة تغطية البرنامج إعلامياً الاستفادة من وسائط التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب»، الذي نسعى أن يتم نقل الفعالية عبره في شكل مباشر يومياً». واعتبر الفضيل أن أهم ما يمكن أن يميز البرنامج لهذا العام هو: «إقامة عرض مسرحي، إذ أقرت اللجنة ذلك، وجارٍ العمل الآن لاختيار الفرقة المسرحية التي سيسعد الجمهور برؤية عرضها، الذي نرجو أن يكون مميزاً أيضاً». وأوضح أن اللجنة اهتمت في هذا العام بتوثيق عرى العلاقة السليمة بين الناشر والمؤلف، «عبر إقامة ندوة حوارية مفتوحة سيكون فيها أحد كبار الناشرين العرب وناشر سعودي، وخبير قانوني ليسلط الضوء على قوانين الملكية الفكرية وأسس التعاقد القانوني بين المؤلف والناشر. وسيتميز البرنامج لهذا العام بصدور بوادر فكرة جديدة سيكون لها وقعها الإيجابي على المؤلف والناشر، أترك إعلانها لوقت لاحق قريباً». وفي جانب ورش العمل التي تصاحب برنامج الفعاليات قال الفضيل إن اللجنة أقرت عدداً من الورش، «التي تستهدف تنمية قدرات شريحة الشباب بوجه خاص على المستوى الإبداعي والاقتصادي والتقني والتسويقي وتطوير صناعة النشر الإلكتروني، وسيقدمها نخبة مختارة من الخبراء الدوليين والمحليين». واختتم رئيس اللجنة الثقافية لمعرض الرياض للكتاب 2014 حديثه بالقول إن اللجنة الثقافية «اهتمت هذا العام بترتيب برنامج الإيوان الثقافي المصاحب للبرنامج الرئيس، إذ أقر الأعضاء أهمية الاستفادة من بعض الضيوف العرب من المبدعين والمثقفين، عبر ترتيب لقاءات بينهم وبين شريحة المثقفين السعوديين، وفق آلية ما يعرف بالصوالين الثقافية الجاري تداولها اليوم في شكل واسع في عديد من مدن المملكة بوجه عام».