كشف مدير المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في محافظة الطائف أحمد البوق أن الدراسات العلمية التي نفذتها الهيئة عن النمور العربية في السعودية نتجت إلى توقعات لعدد النمور العربية في السعودية، والذي لا يتجاوز 50 نمراً، باستثناء من لقي حتفه عبر التسمم، أو ال 10 الموجودين في مركز الحياة الفطرية في الطائف. وأضاف البوق في تصريح ل «الحياة»: «الهيئة تخطط للإمساك بالنمور العربية، وهي خطوة تأتي بعد رصدها بالكاميرات، ليتم تتبع أثرها والقبض عليها حية، ومن ثم تطويقها بجهاز متابعة عبر الأقمار الاصطناعية، لأن المعلومات التي ترد من عينة حية من النمور العربية هائلة جداً تفيد كثيراً بعمليات المحافظة عليها، مثل نطاق الحركة، الفرائس المستخدمة، حدود منطقة الاستخدام، الأفراد الآخرين في المنطقة». وعن النمور العربية الموجودة في مركز الحياة الفطرية في محافظة الطائف بيّن أنه توجد مجموعات بسيطة في مركز الطائف وهي تابعة لبرامج الأسر، التي تنفذ من خلالها برامج إكثارها وعمل بعض الدراسات البرية، مشيراً إلى أنه من خلال واقع الدراسات فإن النمور العربية الموجودة في الجزيرة العربية لاتتجاوز 200 نمر. واشار إلى أن المواقع البرية المتوقع وجود النمور العربية فيها تكمن في جبال السروات، جزء من جبال الحجاز، وجبال مدين، وهي جميعها مزودة بكاميرات للهيئة. ولفت إلى أن الهيئة سجلت تسمم أربعة نمور عربية انتهى بموتها، وهي تعد من أندر أنواع الثديات على مستوى العالم، إذ رصدت آخر حالة منذ عامين في الطائف، منوهاً بأن الهيئة تعمل على محاولات لرصدها عبر الكاميرات والإمساك بها لوضع أجهزة متابعة عبر الأقمار الاصطناعية. وأوضح أن أول حالة سجلت لتسمم نمر عربي منذ 20 عاماً في منطقة الحقرة (غرب المدينةالمنورة)، كما تم تسجيل موت نمرين بسبب التسمم منذ خمسة أعوام في منطقة عسير، وآخر حالة تم تسجيلها في بني سعد بمحافظة الطائف، منوهاً بأن الهيئة زرعت أكثر من 70 كاميرا في هذه المواقع لمحاولة رصد النمور، فيما يتابعها الباحثون بشكل مستمر. وعزا البوق سبب تسمم النمور العربية إلى نصب بعض المواطنين كمائن مسممة لها، بعد تعرضهم لهجمات منها لمواشيهم، معتقدين أنها كلاب ضالة أو حيوانات وحشية مثل الكلاب والذئاب. وأفاد بأن الكاميرات لم ترصد حتى الآن النمور العربية، لكن وجود أفراد مسممين منها دليل قاطع على وجودها، لافتاً إلى أن النمر العربي يعتبر من أندر الأنواع الثدية على مستوى العالم وليس على مستوى السعودية فقط. وزاد: «الهيئة تنفذ برامج توعوية لسكان المواقع التي يحتمل أن توجد بها النمور العربية وذلك لإعلامهم بكيفية التعامل معها، والتواصل مع الهيئة في حال وجود آثار لنمور عربية أو رصدها، مشيراً إلى أن برامج التوعية هي محور استراتيجي للمحافظة على النمر العربي في السعودية، إذ يتفرع البرنامج الاستراتيجي إلى ثلاثة محاور رئيسة، الأول يتعلق بالإكثار والحصول على أعدادها للمحافظة عليها، والثاني يتعلق بالدراسات البرية، والثالث يتعلق بالتوعية البيئية». وأفاد بأن الهيئة تتعاون مع الدول التي لديها مشاريع إكثار للنمور العربية، مثل الإمارات واليمن، كما توجد مذكرة تفاهم بين المركز والشارقة لتبادل العينات الحية المتعلقة بالبرامج.