أظهرت فحوص الحمض النووي لأشلاء الانتحاري التي عثر عليها في السيارة التي استخدمت في التفجير بحارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، أنها تعود لشاب لبناني من وادي خالد اسمه قتيبة الصاطم الذي سبق أن عثر على إخراج قيده في مسرح الانفجار. وكان والد الصاطم، الذي أبلغ عن اختفاء ابنه منذ 28 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، استدعي لأخذ عينة منه من أجل اجراء الفحوص المخبرية. وأصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه، اليوم السبت بياناً ذكرت فيه أنه "تبيّن بنتيجة فحوصات ال DNA لأشلاء الانتحاري التي وجدت داخل السيارة المستخدمة في عملية التفجير، أنها عائدة للمدعو قتيبة محمد الصاطم، وتستمر التحقيقات بإشراف القضاء المختص لكشف كامل ملابسات الحادث". وسبق أن اشتبهت مخابرات الجيش اللبناني بأن الصاطم هو الانتحاري الذي نفذ تفجير حارة حريك الذي أودى بحياة أربعة أشخاص وأصاب أكثر من سبعين آخرين بجروح، وذلك بعد العثور على إخراج قيد عائد له في الطبقة السادسة من أحد مباني الشارع الذي وقع فيه الانفجار. وكان نور الدين الأحمد، رئيس بلدية بلدة وادي خالد التي يتحدّر منها الصاطم، قال أمس إن "والد الشاب قتيبة الصاطم تبلغ من فرع مخابرات الجيش في المنطقة ان هناك شبهات حول كون ابنه البالغ من العمر 20 عاما فجر نفسه امس في الضاحية الجنوبية". وعلى الاثر، "خضع الوالد لفحص الحمض النووي (دي ان ايه) لمطابقته مع فحوصات الاشلاء التي لم يتم التعرف عليها بعد والتي عثر عليها امس في مكان الانفجار". وتجمّع العشرات من سكان وادي خالد في منزل عائلة الصاطم، وارتدت والدته وعدد من النساء برفقتها الأسود حداداً، وكانت تصرخ بصوت عال "ابني المهذب والعاقل لا يفعل هذا... هذا مستحيل". وأصدرت عائلة الصاطم وعشائر وادي خالد بياناً أكد "أن ثقافة وادي خالد ليست دموية بل ثقافة إعتدال وتسامح وتعايش سلمي". واكد البيان أن قتيبة "لم يكن منتمياً الى أي جهة حزبية أو دينية، وهو شخص معتدل بسلوكياته وطالب جامعي سنة ثانية، ويستعد للسفر الى فرنسا لمتابعة تحصيله العلمي". وطالب القضاء اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية ب"تحقيق عادل وشفاف ليصار الى تبيان الحقيقة". وقال وزير الداخلية مروان شربل للصحافيين لدى تفقده الجمعة مكان الانفجار في الضاحية الجنوبية ان والد قتيبة، محمد الصاطم كان أبلغ القوى الامنية في 30 كانون الاول/ديسمبر، بأن ابنه غادر المنزل في بلدة حنيدر في عكار (منطقة وادي خالد) ولم يعد.