أكدت قيادة الجيش اللبناني في بيان مقتضب أصدرته أمس أنه "بعد إجراء فحص الحمض النووي تبين أن الشخص الذي تم إيقافه أمس، هو المطلوب ماجد الماجد من الجنسية السعودية". ويعد هذا التأكيد هو الأول رسمياً لتأكيد هوية أمير "مجموعة" كتائب عبدالله عزام، التي تبنت التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية ببيروت في نوفمبر الماضي وأوقعا 25 قتيلاً. وأضاف مسؤول مطلع على ملف التحقيق مع الماجد، "إن استجواب الأخير يتم ببطء بسبب حالته الصحية السيئة"، مشيراً إلى أنه يخضع لحراسة مشددة في المستشفى العسكري في بعبدا قرب بيروت. وتابع أن الموقوف يعاني بشدة بسبب إصابته بالفشل الكلوي، حيث كان يخضع بانتظام لعمليات غسيل كلى. من جهة أخرى، أدان سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري، الانفجار الذي تعرضت له منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية أول من أمس. ووصفه بأنه "عمل إجرامي". كما تقدم بمواساته لذوي الضحايا، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل. وقال في بيان أمس "لا مفاضلة بين إرهاب وآخر، وأنجع سبيل لمواجهته هو بناء تفاهم وطني لبناني"، متمنياً على "بعض وسائل الإعلام عدم تجييش الخواطر والعمل على التهدئة". من جهة ثانية، أشارت قناة المنار التابعة ل"حزب الله" إلى أنه تم العثور على بيان قيد إفرادي في مسرح التفجير. وقالت إن هذا البيان يرجح أن يكون للانتحاري منفذ العملية، ويظهر فيه أنه من وادي خالد في عكار شمال لبنان، وأضافت أن المنفذ يدعى قتيبة الصاتم. وأفادت معلومات أن المذكور غادر منزله يوم الاثنين الماضي مع أحد أبناء عمه، وبعد 24 ساعة قصد والده مخفر الدرك وأبلغ عن فقدان نجله وابن شقيقه. وأجرت القوى الأمنيّة اتصالاتها لتبيان المعلومات من أجل معرفة إذا ما كان إخراج القيد الذي عثر عليه هو فعلاً تابع للانتحاري، أو ترك أوراقه الثبوتية في مكان الانفجار قصد منه تضليل أجهزة التحقيق. وكانت معلومات قد أشارت إلى أن الصاتم هو من كان يقود السيارة التي انفجرت، وأنه طالب في الجامعة اللبنانية في طرابلس، وأن والده توجه إلى مقر مخابرات الجيش في وادي خالد. كما أعلنت عائلة الصاتم استنكارها لأي اعتداء على أي لبناني وطالبت بإجراء تحقيق شفاف. كما قامت السلطات الأمنية بالتحقيق مع والد الشاب قتيبة، وهو إمام مسجد في عكار، وتم توقيفه رهن التحقيق، كما استدعيت والدته إلى مركز مخابرات الجيش في وادي خالد لأخذ عينات لإجراء فحص الحمض النووي للتأكد من هويته، وما إذا كان هو الانتحاري الذي فجر نفسه. إلى ذلك، عاين النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود، ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمس، مكان الانفجار في حارة حريك، واطلعا على الأضرار الناتجة عنه، وعلى التحقيقات الجارية والأدلة التي جمعت. ويتركز التحقيق على التأكد من هوية صاحب الأشلاء التي وجدت في مكان الانفجار لتأكيد أنه تم بواسطة انتحاري. وأمر صقر بتسليم جثث القتلى الأربعة الذين قتلوا في الانفجار إلى ذويها. كما أعلن رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي في مذكرة إدارية الحداد العام اليوم. من جهة ثانية، أفادت مصادر المعارضة السورية أن "كتائب القلمون" تسللت إلى القصير منذ يومين بقيادة جبهة النصرة ضمن تعتيم إعلامي من طرفهم، من محورين وسيطرت على كل من جوسيه والضبعة. وأن "المعارك دارت في محيط وداخل المربعات السكنية ببلدة القصير".