إذا كانت المحطات الإخبارية من بين الأكثر جذباً للمواطن العربي فهي ليست كذلك بالنسبة الى الفرنسيين. وهي لا ترد إطلاقاً في اللوائح السنوية التي تعدّ وتحصي البرامج الأكثر مشاهدة على القنوات الفرنسية، ولا تتعدى نسبة متابعة محطتين منها معاً الإثنين في المئة. أما الهوى بالمسلسلات التلفزيونية فيبدو أنه عالمي وإن كانت النسب تتفاوت بالطبع من بلد لآخر. فإن كانت تلك في أعلى قائمة ما يطلبه المشاهدون في البلدان العربية فهي تأتي ثالثة في فرنسا بعد بعض برامج المنوعات، الموسيقية منها خصوصاً. وقد أحتل برنامجان من هذا النوع لائحة البرامج العشرة الأكثر مشاهدة في فرنسا خلال العام المنصرم. وهي برامج تتابع مواسمها بنجاح منها «ذا فويس» و «الرقص مع النجوم». وكان لافتاً تواجد برنامج منوعات خيري لطلب التبرعات على القناة الأولى في المركز الاول للائحة البرامج العشرة الأوائل متفوقاً حتى على المباريات الرياضية للمنتخب الفرنسي لكرة القدم! وإذا كانت الإحصاءات والتقارير عن أهواء المشاهد العربي نادرة وربما معقدة في ما يخص جنسية الدراما التلفزيونية التي تجذبه، هل هي المصرية أم السورية أم التركية أم المكسيكية وبالطبع الخليجية، وكذلك في نوعيتها، هل هي الدينية أم التاريخية ام الاجتماعية، فما أكثر تلك المتوافرة في فرنسا والتي تثبت سنة بعد أخرى أن الاميركية منها هي أكثر ما يجذب المشاهد الفرنسي وبخاصة مسلسل «ذا منتاليست». لكنّ هذا لا يلغي أن ثمة مسلسلات فرنسية تحقق أحياناً نسباً مشابهة للأميركية. وبدا العام الماضي أن مسلسل «لا تفعل هذا ولا تقم بذاك» على المحطة الثانية حصد شعبية مماثلة لأحد المسلسلات الأميركية، تجاوزت 18 في المئة من الجمهور التلفزيوني. كما حقق الفيلم الفرنسي على الشاشة الصغيرة أعلى المراتب وتفوق فيلم «لا شيء للتصريح به» للفكاهي داني بون في عدد مشاهديه على الفيلم الأميركي «آفاتار»، والاثنان عرضا على المحطة الأولى التي ما زالت الأكثر متابعة بين كل المحطات الفرنسية. أما ولع الفرنسيين بخبزهم اللذيذ فظهر واضحاً من خلال احتلال «أفضل خباز في فرنسا» المركز الثامن، وقد جال هذا البرنامج الذي عرضته «ام 6» خلال اسابيع على مناطق فرنسية بحثاً عن الخباز الأشطر والخبز الأشهى. أما البرامج الدينية التي تكثر على كل المحطات العربية، بل تخصص لها قنوات، يبدو من كثرتها أنها تستقطب كثراً (فلا احصاءات بحوزتنا وليس غير الملاحظة البحتة)، فهي الفارق الثاني الأكثر وضوحاً بين المشاهد العربي والمشاهد الفرنسي.