جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس دعوته ممثلي محافظة الأنبار «الحقيقيين» إلى الحوار في «المطالب المشروعة»، وأكد الاستمرار في ملاحقة تنظيم «داعش». من جهة أخرى، أعلن ائتلاف «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي، انه يبحث في خيارين: «اما الإقليم ووضع الأسس العملية لتحقيقه، او تدويل مظلومية السنة». وطالب النجيفي خلال مكالمة هاتفية نظيره الإيراني علي لاريجاني بالتوسط لحل الأزمة. وقال المالكي في كلمته الأسبوعية ان «العمليات العسكرية مستمرة لملاحقة تنظيم «القاعدة» و»داعش» في صحراء الأنبار»، داعياً «شيوخ العشائر في الأنبار وصلاح الدين إلى الوقوف وقفة رجال للقضاء على الإرهاب». وأضاف «اقدم شكري إلى القوات الأمنية لفضها الخيم في ساحات الاعتصام من دون اراقة قطرة دماء واحدة، بعد ان تحولت ملاذاً آمنا للتفخيخ والتفجير»، مبيناً ان «الحكومة تأخرت في رفع خيم الاعتصام في محافظة الأنبار وكان عليها إنهاؤها». ودعا «أهل الأنبار الحقيقيين إلى التشاور لتطوير وبناء المحافظة»، مشيراً الى ان «مجلس الوزراء خصص في جلسته الأخيرة تعويض ما خربته القاعدة». وتابع ان «وجود الجيش في الأنبار لإنقاذها من داعش والجماعات المسلحة الإرهابية الأخرى، خصوصاً ان الجيش هو جيش العراق وليس للشيعة او للسنة أو اي طائفة اخرى ونستغرب بعض المواقف الرافضة وجود الجيش في الأنبار ولماذا نقبل ان يستخدم في محافظة ولا نقبل ان يستخدم في محافظة اخرى»، مؤكداً ان «الجيش في الدستور جيش العراق وليس جيش رئيس الوزراء وإنما جيش العراقيين وعليه ان يذهب الى اي مكان تقتضيه الضرورة». وزاد: «بدأنا نسمع فتوى بالتكفير والجهاد» في العراق، متسائلاً «من تريدون ان تقتلوا بالجهاد وماهي الحيثيات التي استندتم اليها بإطلاق تلك الفتوى». ودعا «دولاً عربية» الى «منع مطلقي تلك الفتوى وإغلاق الفضائيات التي تحرض على الإرهاب والعنف والاقتتال في العراق». أما النجيفي فاتصل هاتفياً بلاريجاني وطلب منه التوسط لحل مشكلة محافظة الأنبار. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» بأنه أوضح له حقيقة الأوضاع في محافظة الأنبار ودعاه الى «المساعدة في تسوية المشاكل في المحافظة». وأكد لاريجاني ان «ايران تؤكد دوماً مشاركة كل الأديان والمذاهب والمجموعات السياسية في ادارة العراق، وأنها تعتبرها السبيل الوحيد لتسوية المشاكل»، مشيراً الى ان «الوفاق الوطني والتعاون بين جميع الفئات هو السبيل لإحلال الأمن وتقديم الخدمات والتقدم في العراق». وأضاف: «تأثرنا لخبر استقالة بعض اعضاء البرلمان العراقي»، مبيناً ان «سبيل حل المشاكل لا يكمن في الاستقالة بل من خلال الحوار والتعاون». وأكد: «اننا دوماً مستعدون لإبداء اي نوع من التعاون والمساعدة لتسوية مشاكل البلد الصديق والشقيق العراق، ونأمل من جميع الساسة اعتماد الدراية واتخاذ تدابير لازمة لحل هذه المشاكل نظراً الي الأوضاع الخطيرة والحساسة الحالية». الا ان القيادي في ائتلاف النجيفي (متحدون) النائب سلمان الجميلي رفض في اتصال مع «الحياة» التعليق على دعوة لاريجاني غلى التدخل وقال: «ليست لدينا معلومات عن هذا الاتصال الذي تم بين النجيفي ولاريجاني». وأضاف «اننا في اجتماعات متواصلة لإيجاد حل سياسي للأزمة او اتخاذ موقف جديد». في هذه الأثناء أعلن محافظ نينوى، القيادي في ائتلاف «متحدون» اثيل النجيفي النية لعقد مناقشات مكثفة مع كل الجهات السياسية والشعبية لاختيار احد بديلين: «اما الإقليم ووضع الأسس العملية لتحقيقه، او تدويل مظلومية السنة وانتهاك حقوقهم في العراق». وقال: «دائماً اثق بالقرارات الهادئة اكثر من القرارات الانفعالية، وهذا ما تم التوصل اليه في اجتماع كتلة النهضة فقد تم الاتفاق على خريطة طريق برؤية إستراتيجية وخطوات واضحة، في ردنا على ما يحدث في الأنبار». وتابع ان «الخطوة الأولى إمهال الحكومة المركزية بتفعيل قانون مجالس المحافظات وخصوصاً ما يتعلق بالملف الأمني وتسليمه الى المحافظة وخلال مدة لا تتجاوز الشهر، وفي حال عدم الاستجابة لذلك، ونحن نعتقد انهم لن يستجيبوا لهذا المطلب، ستكون لديناخلال هذه المهلة مناقشات مكثفة مع كل الجهات السياسية والشعبية لاختيار احد بديلين واضحين، إما خيار الإقليم ووضع الأسس العملية لتحقيقه، او تدويل مظلومية السنة وانتهاك حقوقهم في العراق، والاتفاق على السياقات العملية للتدويل القانوني والعملي».